Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 6-26)

Tafsir: Tafsīr Muǧāhid

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أَنبا عبد الرحمن ، نا إِبراهيم ، حدثنا آدم ، ثنا أَبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أَنس عن أَبي العالية الرياحي في قوله : { وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَحْذَرُونَ } [ الآية : 6 ] . قال : إِن فرعون ملكهم أَربع مائة سنة فقالت له الكهنة . إِنه يولد العام في مصر غلام يفسد عليك ملكك ، ويكون هلاكك على يديه . فبعث / 56 و / فرعون في مصر نساءً قوابل ينظرون فاذا ولدت امرأَة غلاماً ، أُتي به فرعون فقتله ، فكان يستَحيي الجواري ، فلما ولد موسى أَوحى الله إِلى أٌُمه { أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي ٱليَمِّ } [ الآية : 7 ] : وهو البحر . فقيل لها اتخذي تابوتاً واجعليه فيه ، ثم اقذفيه في البحر . ففعلت ذلك . وكان لفرعون قوم سيارة يغوصون في البحر ، فلما رأَوا التابوت في البحر قالوا : هذه هدية جاءَت من السماءِ لربنا . يعنون فرعون . فأَخذوا التابوت ، فانطلقوا به إِلى فرعون ، فنظر فرعون ، فإِذا هو غلام فقال فرعون : إِني أَراه من الأَعداءِ ، أَي من مولودي مصر . فأَراد قتله ، فقالت له امرأَة فرعون : { قُرَّةُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً } [ الآية : 9 ] . قال : وكان فرعون لا يولد له إِلا البنات ، فتركه . فقالت أُم موسى { لأُخْتِهِ قُصِّيهِ } [ الآية : 11 ] . يعني : قصي الأَثر . فقصت الأَثر حتى رأَته عند فرعون ، { فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ } [ الآية : 11 ] . يعني : مجانبة تخاف وتتقي . فدعى له المراضع ، فلم يقبل ثدي امرأَة منهن . فذهبت أُخت موسى فأَخبرت أُمها . وقالت اذهبي فقولي لهم : { هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ } [ الآية : 12 ] . فانطلقت أُخت موسى فقالت لهم ذلك فقالوا لها : نعم . فقبل موسى يديها ، فلم يزل عندهم ترضعه وهم لا يعلمون أَنها أُمه ، حتى أَتمت الرضاع . ثم ذهبت فتركته عندهم . فبينما موسى ذات يوم عند فرعون إِذ لطم فرعون ، فقال فرعون : قد قلت لكم إِنه من الأَعداءِ . وأَراد قتله فقالت امرأَة فرعون : إِنه صبي لا يعقل ، فجربه إِن شئت ، اجعل في الطست ذهباً وجمرة ، فانظر على أَيهما يقبض . ففعل فرعون ذلك . فأَراد موسى أَن يقبض على الذهب ، فضرب الملك الذي وكل به يده ، فصرفها إِلى الجمرة ، فقبض عليها موسى فأَلقاها في فيه ، فقالت امرأَة فرعون : أَلم أَقل لك إِنه لا يعقل . قال : وكان إِيمان امرأَة فرعون ، من قبل امرأَة خازن فرعون ، وكان إِيمان خازن فرعون ، من أَثر يوسف ، وأَن امرأَة خازن فرعون مشطت ابنة فرعون يوماً ، فوقع منها المشط ، فقالت تعس من كفر بالله . فقالت لها بنت فرعون : أَلك رب غير أَبي ؟ فقالت : ربي ورب أَبيك وربك ورب كل شيء الله . فلطمتها ابنة فرعون وضربتها وأَخبرت أَباها ، فأَرسل إِليها فرعون ، فقال لها : أَتعبدين رباً غيري ؟ فقالت : ربي وربك ورب كل شيء الله وإِياه أَعبد . فكذبها فرعون وأَوتد لها أَوتاداً ، فشد يديها ورجليها وأَرسل عليها الحيات ، وكانت كذلك . فأَتى عليها يوماً فقال لها : أَما أَنت منتهية ؟ فقالت له : ربي وربك ورب كل شيء الله . فقال لها : فإِني ذابح ابنك في فيك إِن لم ترجعي . فقالت له : اقض ما أَنت قاض . فذبح ابنها في فيها / 56 ظ / ، وأَن روح ابنها بشرها فقال لها : اصبري يا أَمه فان لك عند الله من الثواب كذا وكذا . فصبرت ثم أَتى عليها فرعون يوماً آخر ، فقال لها مثل ذلك ، فقالت له مثل ذلك فذبح ابنها الأَصغر في فيها ، فبشرها روحه أَيضاً وقال لها : اصبري يا أَمه ، فإِن لك عند الله من الثواب كذا وكذا . وذلك كله بعين امرأَة فرعون ، وسمعت كلام روح ابنها الأَكبر ثم الأَصغر ، فآمنت امرأَة فرعون ، وقبض روح امرأَة خازن فرعون ، وكشف الغطاءُ عن ثوابها ومنزلتها وكرامتها ، في الجنة ، لامرأَة فرعون ، حتى رأَته ، فازدادت إِيماناً ويقيناً وتصديقاً ، واطلع فرعون على إِيمانها ، فخرج إِلى الملأِ فقال لهم : ما تعلمون من آسية بنت مزاحم ؟ فأَثنوا عليها فقال لهم : فإِنها تعبد رباً غيري . فقالوا له : اقتلها . فأَوتد لها أَوتاداً وشد يديها ورجليها ، فدعت آسية ربها فقالت : { رَبِّ ٱبْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي ٱلْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } [ التحريم : 11 ] . فكشف لها الغطاءُ فنظرت إِلى بيتها بيّناً في الجنة ، ووافق ذلك أَن حضرها فرعون فضحكت حين رأَت بيتها بيّناً في الجنة ، فقال فرعون : أَلا تعجبون من جنونها ؟ إِنا نعذبها وهي تضحك ، فقبض روحها . وأَن مؤمناً من آل فرعون كان يتعبد في جبل ، فرآه رجل ، فأَتى فرعون فأَخبره ، فدعاه فرعون فقال له : ما هذا الذي بلغني عنك ؟ فقال لهم المؤمن : يا أَيها الملأُ مَن ربكم ؟ فقالوا : فرعون . قال : فإِني أُشهدكم أَن ربي وربكم واحد . فكذب فرعون الرجل الذي أَتاه ، فأَخبره عنه بإِيمانه فقتله . أَنبا عبد الرحمن ، ثنا إِبراهيم ، نا آدم ، ثنا ورقاءُ عن ابن أَبي نجيح عن مجاهد في قوله : { قُصِّيهِ } [ الآية : 11 ] . يقول : اتبعي أَثره ما يصنع به . أَنبا عبد الرحمن ، نا إِبراهيم ، نا آدم ، ثنا ورقاءُ عن ابن أَبي نجيح عن مجاهد في قوله : { وَلَمْ يُعَقِّبْ } [ الآية : 31 ] . ولم يرجع . أَنبا عبد الرحمن ، ثنا إِبراهيم ، نا آدم ، ثنا ورقاءُ عن ابن أَبي نجيح ، مجاهد في قوله : { فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ } [ الآية : 11 ] . قال : عن بعيد . أَنبا عبد الرحمن ، نا إِبراهيم ، نا آدم ، ثنا ورقاءُ عن ابن أَبي نجيح عن مجاهد في قوله : { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } [ الآية : 11 ] . قال : لا يشعر آل فرعون أَنه عدو لهم ، وأَن هلاكهم على يديه . أَنبا عبد الرحمن ، نا إِبراهيم ، ثنا آدم ، ثنا ورقاءُ عن ابن أَبي نجيح عن مجاهد في قوله : { وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ } [ الآية : 12 ] . قال : لم يقبل يدي امرأَة ، حتى رجع إلى أُمه . أَنبا عبد الرحمن ، نا إِبراهيم ، ثنا آدم ، ثنا ورقاءُ عن ابن أَبي نجيح ، عن مجاهد : { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ } [ الآية : 14 ] . يعني : ثلاثاً وثلاثين سنة { وَٱسْتَوَىٰ } [ الآية : 14 ] . يعني أَربعين سنة . أنبا عبد الرحمن ، نا إِبراهيم ، نا آدم ، نا ورقاءُ عن ابن أَبي نجيح عن مجاهد في قوله : { آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً } [ الآية : 14 ] . / 57 و / قال : يعني الفقة والعقل والعلم ، قبل النبوة . أَنبا عبد الرحمن ، ثنا إِبراهيم ، نا آدم ، نا ورقاءُ عن ابن أَبي نجيح ، عن مجاهد : { فَٱسْتَغَاثَهُ ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِ } [ الآية : 15 ] . قال يعني من قومه ، بني إِسرائيل . قال : وكان فرعون من فارس من اصطخر . أَنا عبد الرحمن ، نا إِبراهيم ، نا آدم ، نا ورقاءُ عن ابن أَبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : { فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ } [ الآية : 15 ] . قال : يعني بجمع كفه . أَنا عبد الرحمن ، ثنا إِبراهيم ، نا آدم ، ثنا ورقاءُ عن ابن أَبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : { عَسَىٰ رَبِّيۤ أَن يَهْدِيَنِي سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } [ الآية : 22 ] . قال : يعني الطريق إِلى مدين . أَنا عبد الرحمن ، نا إِبراهيم ، نا آدم ، ثنا إِسرائيل عن أَبي اسحق الهمذاني ، عن عمرو بن ميمون الأَزدي ، عن عمر بن الخطاب في قوله : { وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ } [ الآية : 23 ] . قال : إِن موسى { وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسْقُونَ } [ الآية : 23 ] . فلما فرغوا أَعادوا الصخرة على البئر ، وكان لا يطيق رفعها عن البئر إِلا عشرة رجال . وإِذا هو بـ { ٱمْرَأَتَينِ تَذُودَانِ } [ الآية : 23 ] . فقال لهما : { مَا خَطْبُكُمَا } ؟ فقالتا : لا نقدر على أَن { لاَ نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ ٱلرِّعَآءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ } [ الآية : 23 ] . فرفع موسى الحجر وحده ، فلم يستق إِلا دلوا واحداً حتى رويت الغنم . ثم انطلق إِلى الظل ، { فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } [ الآية : 24 ] . فرجعت المرأَتان إِلى أَبيهما فحدثتا بما كان . { فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى ٱسْتِحْيَآءٍ } [ الآية : 25 ] . يعني واضعة ثوبها على وجهها . ليست بخرّاجة ولا ولاَّجة . فقالت له : { إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا } [ الآية : 25 ] . فقال لها موسى : امشي خلفي وصفي لي الطريق ، فإِني أَخاف أَن تصيب الريح ثيابك فتصف لي جسدك . فلما انتهت إِلى أَبيها قالت له : { يٰأَبَتِ ٱسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ ٱسْتَأْجَرْتَ ٱلْقَوِيُّ ٱلأَمِينُ } [ الآية : 26 ] . فقال لها أَبوها : وما علمك بقوته وأَمانته ؟ فقالت : أَما قوته فإِنه رفع الحجر وحده ولا يطيق رفعه إِلا عشرة . وأَما أَمانته فقوله : امشي خلفي وصفي لي الطريق ، لاتصف لي الريح جسدك . أَنا عبد الرحمن ، نا إِبراهيم ، ثنا آدم ، ثنا ورقاءُ عن ابن أَبي نجيح عن مجاهد : { إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } [ الآية : 24 ] . قال : شيء من طعام . أَنبا عبد الرحمن ، نا إِبراهيم ، نا آدم ، نا أَبان العطار عن أَبي عمران الجوني قال : قال : جبريل للنبي ، صلى الله عليه وسلم إِن سأَلوك : أَي الأَجلين قضى موسى ؟ فقل : أَفضلهما وأَكرمهما . وإِن سأَلوك : أَي الجاريتين تزوج موسى ؟ فقل : أَصغرهما وكان اسمها صفوريا . أَنا عبد الرحمن ، ثنا إِبراهيم ، نا آدم ، ثنا حبان عن سعد بن طريف عن مقسم أَبي عبد الرحمن قال : قلت للحسين بن علي : أَي الأَجلين قضى موسى ؟ قال : أَكثرهما . قلت : فما كان اسم امرأَته ؟ قال : بلاقيس . أَنبا عبد الرحمن ، ثنا إِبراهيم ، نا آدم ، نا ورقاءُ عن ابن أَبي نجيح / 57 ظ / عن مجاهد قال : أَما قوله : { ٱلْقَوِيُّ } [ الآية : 26 ] فإِنها نحى لهما الحجر عن البئر { فَسَقَىٰ لَهُمَا } [ الآية : 24 ] . وأَما أَمانته ، فغض طرفه عنهما ، حتى سقى لهما فصدرتا [ الآية : 26 ] .