Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 18-18)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { مَا لاَ يَضُرُّهُمْ } : " ما " موصولة ، أو نكرةٌ موصوفةٌ وهي واقعةٌ على الأصنام ، ولذلك راعى لفظها ، فأفرد في قوله : { مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ } ومعناها فجمع في قوله " هؤلاء شفعاؤنا " . قوله : { أَتُنَبِّئُونَ } قرأ بعضهم : " أتُنْبِئون " مخففاً مِنْ أنبأ ، يقال : أنبأ ونبَّأ كأخبرَ وخبَّر . وقوله : { بِمَا لاَ يَعْلَمُ } " ما " موصولةٌ بمعنى الذي أو نكرة موصوفة كالتي تقدمت . وعلى كلا التقديرين فالعائد محذوف ، أي : يعلمه . والفاعل هو ضمير الباري تعالىٰ ، والمعنىٰ : أتنبِّئوون الله بالذي لا يعلمه الله ، وإذا لم يعلم الله شيئاً استحال وجودُ ذلك الشيء ، لأنه تعالىٰ لا يَعْزُب عن علمه شيء ، وذلك الشيء هو الشفاعة ، فـ " ما " عبارة عن الشفاعة . والمعنىٰ : أن الشفاعةَ لو كانَتْ لَعَلِمَهَا الباري تعالىٰ . وقوله : { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ } تأكيدٌ لنفيه ، لأنَّ كل موجود لا يَخْرج عنهما . ويجوزُ أن تكونَ " ما " عبارةً عن الأصنام . وفاعل " يعلمُ " ضميرٌ عائد عليها . والمعنىٰ : أَتُعَلِّمون اللَّهَ بالأصنامِ التي لا تَعْلَم شيئاً في السموات ولا في الأرض ، وإذا ثَبَتَ أنها لا تعلم فكيف تشفع ؟ والشافع لا بد وأن يعرفَ المشفوعَ عنده ، والمشفوعَ له ، هكذا أعربه الشيخ ، فجعل " ما " عبارة عن الأصنام لا عن الشفاعة ، والأول أظهر . و " ما " في " عَمَّا يشركون " يُحتمل أن تكونَ بمعنى الذي ، أي : عن شركائهم الذي يُشْركونهم به في العبادة . أو مصدريةٌ ، أي : عن إشراكهم به غيره . وقرأ الأخَوان هنا " عَمَّا يُشْركون " ، وفي النحل موضعين ، الأول : { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ } [ الآية : 1 ] ، والثاني : { بِٱلْحَقِّ تَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ الآية : 3 ] . وفي الروم : { هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُمْ مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ الآية : 40 ] بالخطاب . والباقون بالغَيْبة في الجميع . والخطاب والغيبة واضحتان . وأتىٰ هنا بـ " يُشْركون " مضارعاً دون الماضي تنبيهاً على استمرار حالِهم كما جاؤوا يعبدون ، وتنبيهاً أيضاً على أنَّهم على الشرك في المستقبل ، كما كانوا عليه في الماضي .