Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 54-54)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لاَفْتَدَتْ بِهِ } : " افتدىٰ " يجوز أن يكون متعدياً وأن يكونَ قاصراً ، فإذا كان مطاوعاً لـ " فَدَى " كان قاصراً تقول : فَدَيْتُه فافتدىٰ ، ويكونُ بمعنى فَدَى فيتعدى لواحد . والفعلُ هنا يحتملُ الوجهين : فإنْ جعلناه متعدياً فمفعولُه محذوفٌ تقديرُه : لافتدَتْ به نفسَها ، وهو في المجاز كقولِه : { كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا } [ النحل : 111 ] . وقوله : { وَأَسَرُّواْ } / قيل : " أسرَّ " مِنَ الأضداد ، يُسْتعمل بمعنى أظهر ، كقوله الفرزدق : @ 2599 ولمَّا رأىٰ الحجَّاجَ جرَّد سيفَه أسَرَّ الحَرُوريُّ الذي كانوا أضمرا @@ وقول الآخر : @ 2600 فأسرَرْتُ الندامةَ يوم نادىٰ بِرَدِّ جِمالِ غاضِرةَ المُنادي @@ ويُسْتعمل بمعنىٰ : " أخفىٰ " وهو المشهورُ في اللغةِ كقوله : { يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } [ النحل : 19 ] وهو في الآيةِ يحتمل الوجهين . وقيل : إنه ماض على بابه قد وقع . وقيل : بل هو بمعنى المستقبل . وقد أبعدَ بعضُهم فقال : " أسرُّوا الندامةَ " أي : بَدَتْ بالندامة أسِرَّةُ وجوهِهم أي : تكاسيرُ جباهِهم . و { لَمَّا رَأَوُاْ } يجوز أن تكونَ حرفاً ، وجوابُها محذوف لدلالة ما تقدَّم عليه ، وهو المتقدمُ عند مَنْ يَرى تقديمَ جواب الشرط جائزاً . ويجوز أن تكونَ بمعنى حين والناصبُ لها " أسَرُّوا " . وقوله : " ظلَمْت " في محل جرِّ صفةٍ لـ " نفس " أي : لكل نفس ظالمة . و { مَّا فِي ٱلأَرْضِ } اسمُ أن ، و " لكلٍ " هو الخبر . وقوله : { وَقُضِيَ } يجوزُ أن يكونَ مستأنفاً ، وهوالظاهر ، ويجوز أن يكونَ معطوفاً على " رأوا " فيكونَ داخلاً في حَيِّز " لَمَّا " والضميرُ في " بينهم " يعودُ على " كل نفس " في المعنىٰ . وقال الزمخشري : " بين الظالمين والمظلومين ، دلَّ على ذلك ذِكْرُ الظلم " وقال بعضُهم : إنه يعود على الرؤساء والأتباع . و " بالقسط " يجوز أن تكونَ الباءُ للمصاحبةِ ، وأن تكونَ للآلة .