Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 100, Ayat: 9-9)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِذَا بُعْثِرَ } : في العاملِ فيها أوجهٌ أحدُها : " بُعْثِرَ " نقله مكي عن المبرد وتقدَّم تحريرُ هذا قريباً في السورةِ قبلَها . والثاني : أنه ما دَلَّ عليه خبرُ " إنَّ " أي : إذا بُعْثر جُوزوا . والثالث : أنه " يَعْلَمُ " ، وإليه ذهب الحوفيُّ وأبو البقاء . ورَدَّه مكيُّ قال : " لأنَّ الإِنسانَ لا يُرادُ منه العِلْمُ والاعتبارُ ذلك الوقتَ ، وإنما يَعْتَبِرُ في الدنيا ويعلَمُ " وقال الشيخ : " وليس بمتَّضِحٍ لأنَّ المعنى : أفلا يعلَمُ الآن . وكان قد قال قبل ذلك : " ومفعولُ يَعْلَمُ محذوفٌ وهو العاملُ في الظرفِ ، أي : أفلا يعلم مآلَه إذا بُعْثِرَ " انتهى . فجَعَلَها متعديةً في ظاهرِ قولِه إلى واحدٍ ، وعلى هذا فقد يُقال : إنها عاملةٌ في " إذا " على سبيلِ أنَّ " إذا " مفعولٌ به لا ظرفٌ إذ التقديرُ : أفلا يَعْرِفُ وقتَ بَعْثَرَةِ القبورِ . يعني أَنْ يُقِرَّ بالبعثِ ووقتِه ، و " إذا " قد تصرَّفَتْ وخَرَجَتْ عن الظرفيةِ ، ولذلك شواهدُ تقدَّم ذِكْرُها في غضونِ هذا التصنيفِ . الرابع : أنَّ العاملَ فيها محذوفٌ ، وهو مفعولٌ " يَعْلَمُ " كما تقدَّم تقريرُه ، أي : يعلمُ مآلَه إذا بُعْثِرَ . ولا يجوزُ أن يعملَ فيه " لَخبيرٌ " لأنَّ ما في حَيِّز " إنَّ " لا يتقدَّمُ عليها . وقرأ العامَّةُ " بُعْثِرَ " بالعين مبنياً للمفعولِ . والموصولُ قائمٌ مقامَ الفاعلِ . وابن مسعودٍ بالحاء . وقرأ الأسود بن يزيد ومحمد بن معدان " بُحِثَ " من البحث . ونصر بن عاصم " بَعْثَرَ " مبنياً للفاعل وهواللَّهُ تعالى أو المَلَكُ . والعامَّةُ " حُصِّل " مبنياً للمفعولِ كالذي قبلَه . ويحيى بن يعمر ونصرُ بن عاصم وابن معدان " حَصَّلَ " مبنياً للفاعلِ . ورُوِي عن ابن يعمرَ ونصرٍ أيضاً " حَصَلَ " خفيفةَ الصادِ مبنياً للفاعل بمعنى : جَمَعَ ما في الصحفِ تَحَصُّلاً ، والتحصيلُ : جَمْعُ الشيء ، والحُصولُ اجتماعُه . وقيل : التحصيلُ التمييزُ . ومنه قيل للمُنْخُل : مُحَصِّل . وحَصَل الشيءُ مخفَّفاً : ظَهَر واستبانَ ، وعليه القراءةُ الأخيرةُ .