Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 110, Ayat: 2-2)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَدْخُلُونَ } إمَّا حالٌ إنْ كان " رَأَيْتَ " بَصَريةً وفي عبارة الزمخشري : " إنْ كانَتْ بمعنى أبَصَرْتَ أو عَرَفْتَ " وناقشه الشيخُ : بأنَّ رَأَيْتَ لا يُعْرَفُ كونُها بمعنى عَرَفْتَ . قال : " فيَحْتاج في ذلك إلى استثباتٍ . وإمَّا مفعولٌ ثانٍ إن كانت بمعنىٰ عَلِمْتَ المتعدية لاثنين . وهذه قراءةُ العامَّةِ أعني : يَدْخُلون مبنياً للفاعل . وابن كثير في روايةٍ " يُدْخَلون " مبنياً للمفعول و " في دين " ظرفٌ مجازيٌّ ، وهو مجازٌ فصيحٌ بليغٌ هنا . قوله : { أَفْوَاجاً } حالٌ مِنْ فاعل " يَدْخُلون " قال مكي : " وقياسُه أفْوُج . إلاَّ أنَّ الضمةَ تُسْتثقلُ في الواوِ ، فشَبَّهوا فَعْلاً يعني بالسكون بفَعَل يعني بالفتح ، فجمعوه جَمْعَه " انتهى . أي : إنَّ فَعْلاً بالسكون قياسُه أَفْعُل كفَلْس وأَفْلُس ، إلاَّ أنه اسْتُثْقِلت الضمةُ على الواو فجمعوه جَمْعَ فَعَل بالتحريكِ نحو : جَمَل وأَجْمال ؛ لأنَّ فَعْلاً بالسُّكون على أَفْعال ليس بقياسٍ إذا كان فَعْلٌ صحيحاً نحو : فَرْخ وأفراخ ، وزَنْد وأزناد ، ووردَتْ منه ألفاظٌ كثيرةٌ ، ومع ذلك فلم يَقيسوه ، وقد قال الحوفيُّ شيئاً مِنْ هذا . قوله : { بِحَمْدِ رَبِّكَ } حالٌ ، أي : مُلْتبساً بحمده ، وتقدَّم تحقيقُ هذا في البقرة عند قوله : { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ } [ البقرة : 30 ] .