Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 114, Ayat: 2-3)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مَلِكِ ٱلنَّاسِ إِلَـٰهِ ٱلنَّاسِ } : يجوزُ أَنْ يكونا وصفَيْنِ لـ " ربِّ الناسِ " وأَنْ يكونا بَدَلَيْنِ ، وأَنْ يكونا عطفَ بيانٍ . قال الزمخشري : " فإنْ قلَتَ : مَلِكِ الناسِ ، إلهِ الناس ، ما هما مَنْ ربُّ الناسِ ؟ قلت : عطفُ بيانٍ كقولك : سيرةُ أبي حفصٍ عمرَ الفاروقِ ، بُيِّنَ بمَلِكِ الناس ، ثم زِيْدَ بياناً ؛ لأنه قد يُقال لغيره " رَبُّ الناسِ " كقوله : { ٱتَّخَذُوۤاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ } [ التوبة : 31 ] . وقد يُقال : مَلِكُ الناس ، وأمَّا إلهُ الناس فخاصٌّ لا شِرْكَةَ فيه ، فَجُعِل غايةَ البيان " واعترض الشيخُ بأنَّ البيانَ بالجوامدِ . ويُجابُ عنه : بأنَّ هذا جارٍ مَجْرىٰ الجوامِدِ . وقد تقدَّم في " الرحمٰن الرحيم " أولَ الفاتحةِ تقريرُه . وقال الزمخشريُّ : " فإنْ قلتَ لِمَ قيل : " برَبِّ الناسِ " مضافاً إليهم خاصةً ؟ قلت : لأنَّ الاستعاذةَ وقعَتْ مِنْ شرِّ المُوَسُوِسِ في صدورِ الناسِ فكأنه قيل : أعوذُ مِنْ شَرِّ المُوَسْوِسِ إلى الناس بربِّهم الذي يملكُ أمْرَهم " ثم قال : " فإنْ قلتَ : فهلاَّ اكتُفِي بإظهارِ المضافِ إليه مرةً واحدة . قلت : لأنَّ عطفَ البيانِ فكان مَظِنَّةً للإِظهار " .