Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 100-100)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ } : من باب التغليب ، يريد أباه وأمَّه أو خالتَه ـ . و " سُجَّداً " حال . قال أبو البقاء : " حالٌ مقدرة ؛ لأنَّ السجود يكون بعد الخُرور " وفيه نظرٌ لأنه متصلٌ به غيرُ متراخٍ عنه . قوله : { مِن قَبْلُ } يجوز أنْ يتعلق بـ " رُؤْياي " ، أي : تأويل رُؤْياي في ذلك الوقت . ويجوز أنْ يكونَ العاملُ فيه " تَأْويل " لأنَّ التأويلَ كان مِنْ حينِ وقوعِها هكذا ، والآن ظهرَ له ، ويجوز أن يكونَ حالاً مِنْ " رُؤْياي " قاله أبو البقاء ، وقد تقدم أنَّ المقطوعَ عن الإِضافةِ لا يقع حالاً . قوله : { قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي } حالٌ من " رؤياي " ويجوز أن تكون مستأنفة . وفي " حقاً " وجوه أحدُها : أنه حال . والثاني : أنه مفعولٌ ثان . والثالث : أنه مصدرٌ مؤكد للفعل من حيث المعنى ، أي : حَقَّقها ربي حَقَّاً بجَعْلِه . قوله : { أَحْسَنَ بَيۤ } " أَحْسَنَ " أصله أن يتعدَّى بـ " إلى " . قال : { وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ } [ القصص : 77 ] فقيل : ضُمِّن معنىٰ لَطُف فتعدَّىٰ بالباء كقوله : { وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } [ البقرة : 83 ] وقولِ كثيِّر عَزَّة : @ 2834 أَسِيْئِي بنا أو أَحْسِني لا مَلُوْمَةً لَدَيْنَا ولا مَقْلِيَّةً إنْ تَقَلَّتِ @@ وقيل : بل يَتَعَدَّىٰ بها أيضاً . وقيل : هي بمعنى " إلىٰ " . وقيل : المفعولُ محذوفٌ : " أَحْسَنَ صُنْعَه بي " ، فـ " بي " يتعلَّق بذلك المحذوفِ ، وهو تقدير أبي البقاء . وفيه نظر ؛ من حيث حَذْفُ المصدرِ وإبقاءُ معموله ، وهو ممنوعٌ عند البصريين . و " إذ " منصوبٌ بـ " أَحْسَنَ " أو المصدرِ المحذوف قاله أبو البقاء ، وفيه النظر المتقدم . والبَدْوُ : ضد الحضارة وهو مِن الظهور ، بدا يبدو : إذا سكن البادية ، " إذا بَدَوْنا جَفَوْنا " يُرْوَىٰ عن عمر ، أي : تخلَّقْنا بأخلاقِ البدويين . قوله : { لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ } لَطُفَ أصلُه أن يتعدَّى بالباء ، وإنما تَعَدَّىٰ باللام لتضمُّنِه معنىٰ مُدَبِّر ، أي : أنت مُدَبِّر بلطفك لِما تَشاء .