Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 3-3)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ } : في انتصاب " أحسنَ " وجهان ، [ أحدهما ] : أن يكونَ / منصوباً على المفعول به ، ولكنْ إذا جَعَلْتَ القصصَ مصدراً واقعاً موقعَ المفعولِ كالخَلْق بمعنى المَخْلوق ، أو جعَلْتَه فَعَلاً بمعنى مفعول كالقَبَضِ والنَّقَص بمعنى المَنْقُوص والمقبوض ، أي : نَقُصُّ عليك أَحْسَنَ الأشياءِ المقتصَّة . والثاني : أن يكونَ منصوباً على المصدرِ المُبَيِّنِ ، إذا جَعَلْتَ القصصَ مصدراً غيرَ مرادٍ به المفعولُ ، ويكون المقصوصُ على هذا محذوفاً ، أي : نَقُصُّ عليك أحسنَ الاقتصاص . و " أَحْسَنَ " يجوز أن تكونَ أفْعَل تفضيلٍ على بابها ، وأن تكونَ لمجرَّدِ الوصفِ بالحُسْن ، وتكون من بابِ إضافة الصفةِ لموصوفِها ، أي : القصص الحسن . قوله : { بِمَآ أَوْحَيْنَآ } الباءُ سببيةٌ ، وهي متعلقةٌ بـ " نَقُصُّ " و " ما " مصدريةٌ ، أي : بسبب إيحائنا . قوله : { هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ } يجوز فيه وجهان ، أحدهما : وهو الظاهرُ أن ينتصبَ على المفعولِ به بـ " أَوْحَيْنا " . والثاني : أن تكون المسألةُ من بابِ التنازع ، أعني بين " نَقُصُّ " وبين " أَوْحَيْنا " فإنَّ كلاًّ منهما يطلبُ " هذا القرآن " ، وتكونُ المسألةُ من إعمال الثاني ، وهذا إنما يتأتَّىٰ على جَعْلِنا " أَحْسَنَ " منصوباً على المصدرِ ، ولم نُقَدِّرْ لـ " نَقُصُّ " مفعولاً محذوفاً . قوله : " وَإِن كُنتَ " إلى آخره تقدَّمه نظيرُه .