Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 85-85)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { تَفْتَؤُاْ } : هذا جوابُ القسم في قوله : " تاللَّهِ " وهو على حذفِ " لا " ، أي : لا تَفْتَأ ، ويدلُّ على حَذْفها أنه لو كان مثبتاً لاقترن بلامِ الابتداء ونون التوكيد معاً عند البصريين ، أو إحداهما عند الكوفيين وتقول : " واللَّهِ أحبُّك " تريد : لا أحبك ، وهو من التورية فإن كثيراً من الناسِ مبادِرٌ ذهنَه إلى إثبات المحبة . و " تَفْتأ " هنا ناقصة بمعنى لا تزال فترفع الاسمِ وهو الضمير ، وتنصِبُ الخبر وهو الجملة من قوله " تَذْكُرُ " ، أي : لا تزال ذاكراً له ، يقال : ما فتىء زيدٌ ذاهباً . قال أوس بن حجر : @ 2818 فما فَتِئَتْ حتى كأنَّ غبارَها سُرادِق يومٍ ذي رياحٍ تُرَفَّعُ @@ وقال أيضاً : @ 2819 فما فَتِئَتْ خيلٌ تَثُوْبُ وتَدَّعي ويَلْحَقُ منها لاحِقٌ وتُقَطَّعُ @@ وعن مجاهد : " لا تَفْتُر " ، قال الزمخشري : " كأنه جعل الفُتوء والفُتور أخوين " . وفيها لغتان : فَتَأَ على وزن ضَرَب ، وأَفْتَأَ على وزن أكرم ، وتكون تامةً بمعنى سَكَّن وأطفأ كذا قاله ابن مالك ، وزعم الشيخ أنه تصحيف منه ، وإنما هي هي " فَثَأ " بالثاء المثلثة . ورُسِمَتْ هذه اللفظةُ " تفتؤ " / بالواو والقياس " تفتأ " بالألف ، ولذلك يُوْقَفُ لحمزة بالوجهين اعتباراً بالخط الكريم أو القياس . قوله : { حَرَضاً } الحَرَضُ : الإِشفاء على الموت يُقال منه : حَرَضَ الرجلُ يَحْرُض حَرَضاً بفتح الراء ، فهو حَرِض بكسرها ، فالحَرَضُ مصدر ، فيجيء في الآية الأوجهُ في " رجل عَدْل " وقد تقدَّم مراراً ، ويُطْلَق المصدر من هذه المادة على الجُثَث إطلاقاً شائعاً ، ولذلك يَسْتوي فيه المفرد والمثنى والمجموع والمذكر والمؤنث تقول : هو حَرَضٌ ، وهما حَرَض ، وهم حَرَض ، وهنَّ حَرَض ، وهي حَرَض ، ويقال : رجل حُرُض بضمتين نحو : جُنُب وشُلُل ويقال : أَحْرضه كذا ، أي : أهلكه . قال الشاعر : @ 2820 إني امرؤٌ لَجَّ بيْ حُبٌّ فَأَحْرَضَني حتى بَلِيْتُ وحتى شَفَّني السَّقَمُ @@ فهو مُحْرَض قال : @ 2821 أرىٰ المَرْءَ كالأذْوادِ يُصبح مُحْرَضاً كإحراض بِكْرٍ في الديار مريضِ @@ وقرأ بعضهم : " حَرِضاً " بكسر الراء . قال الزمخشري : " وجاءَتِ القراءةُ بهما جميعاً " . يعني بفتح الراء وكَسْرِها " وقرأ الحسن بضمتين ، وقد تقدم أنه كجُنُب وشُلُل ، وزاد الزمخشري " وغُرُب " قال الراغب : " الحَرَض : ما لا يُعْتَدُّ به ولا خيرَ فيه ، ولذلك يقال لِما أشرف علىٰ الهلاك حَرِض ، قال تعالىٰ : { حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضاً } وقد أحرضه كذا ، قال الشاعر : " أني امرؤ لجَّ " البيت . والحُرْضَةُ : مَنْ لا يأكل إلا لحمَ المَيْسِر لنذالتِه ، والتحريض : الحَثُّ على الشيء بكثرةِ التنزيين وتسهيل الخَطْبِ فيه كأنه إزالةُ الحَرَضِ نحو : " قَدَّيْتُه " ، أي : أَزَلْتُ عنه القَذَىٰ ، وأَحْرَضْتُه : أَفْسَدْتُه نحو : أَفْذَيْتُه ، أي : جَعَلْتَ فيه القذىٰ " انتهىٰ . والحُرُض : الأُشْنان لإِزالته الفسادَ ، والمِحْرَضَةُ وعاؤُه ، وشُذوذُها كشذوذ مُنْخُل ومُسْعُط ومُكْحُلَة .