Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 47-47)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { مُخْلِفَ وَعْدِهِ } : العامَّةُ على إضافة " مُخْلِف " إلى " وعدِه " وفيها وجهان ، أظهرهما : أن " مُخْلف " يَتَعَدَّى لاثنين كفعلِه ، فقدَّم المفعولَ الثاني ، وأُضيف إليه اسمُ الفاعل تخفيفاً نحو : " هذا كاسِيْ جُبَّةٍ زيداً " قال الفراء وقطرب : " لمَّا تعدَّى / إليهما جميعاً لم يُبَالَ بالتقديمِ والتأخير " . وقال الزمخشري : " فإن قلت : هلا قيل : مُخْلِفَ رسلِه وعدَه ، ولِمَ قَدَّم المفعولَ الثاني على الأول ؟ قلت : قَدَّمَ الوعدَ ليُعْلِمَ أنه لا يُخْلِفُ الوعدَ ثم قال " رسله " ليُؤْذِنَ أنه إذا لم يُخْلِفْ وعدَه أحداً - وليس من شأنِه إخلافُ المواعيد - كيف يُخْلِفُه رُسلَهُ " . وقال أبو البقاء : " هو قريب من قولهم : @ 2912 - يا سارقَ الليلةِ أهلَ الدارِ @@ وأنشد بعضُهم نظيرَ الآيةِ الكريمة قولَ الشاعر : @ 2913 - ترى الثورَ فيها مُدخِلَ الظلِ رأسَهُ وسائرُه بادٍ إلى الشمسِ أجمعُ @@ والحُسبان هنا : الأمر المنتفي ، كقوله : @ 2914 - فلا تَحسَبَنْ أني أَضِلُّ مَنِيَّتي فكلُّ امرِئٍ كأسَ الحِمام يذوقُ @@ الثاني : أنه متعدٍّ لواحدٍ ، وهو " وعدِه " ، وأمَّا " رُسُلَه " فمنصوبٌ بالمصدر ، فإنه يَنْحَلُّ لحرفٍ مصدريٍّ وفعلٍ تقديرُه : مُخْلِفُ ما وعدَ رُسَلَه ، فـ " ما " مصدريةٌ لا بمعنى الذي . وقرأت جماعةٌ { مُخْلِفَ وَعْدَ رُسَلَهُ } بنصبِ " وعدَه " وجرِّ " رسلِه " فَصْلاً بالمفعولِ بين المتضايفين ، وهي كقراءةِ ابن عامرٍ { قَتْلُ أَوْلاَدَهمْ شُرَكَآئِهِمْ } قال الزمخشري جرأةً منه : " وهذه في الضَّعْفِ كمَنْ قرأ { قَتْلُ أَوْلاَدَهمْ شُرَكَآئِهِمْ } .