Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 21-21)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَمْواتٌ } : يجوز أن يكونَ خبراً ثانياً ، أي : وهم يُخْلَقُون وهم أمواتٌ . ويجوز أن يكونَ " يُخْلَقون " و " أمواتٌ " كلاهما خبراً من بابِ " هذا حُلْوٌ حامِض " ذكره أبو البقاء ، ويجوزُ أن يكونَ خبرَ مبتدأ مضمرٍ ، أي : هم أمواتٌ . قوله : { غَيْرُ أَحْيَآءٍ } يجوزُ فيه ما تقدم ، ويكون تأكيداً . وقال أبو البقاء : " ويجوزُ أَنْ يكونَ قصد بها أنهم في الحال غيرُ أحياءٍ ليَرْفَعَ به توهُّمَ أنَّ قولَه " أمواتٌ " فيما بعد إذ قال تعالى : { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ } [ الزمر : 30 ] . قلت : وهذا لا يُخْرِجُه عن التأكيدِ الذي ذكره قبلَ ذلك . قوله : { أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } " أيَّان " منصوبٌ بما بعده لا بما قبلَه لأنه استفهامٌ ، وهو مُعَلَّقٌ لـ " يَشْعُرون " فجملتُه في محلِّ نصبٍ على إسقاطِ الخافضِ ، هذا هو الظاهرُ . وفي الآية قولٌ آخرُ : وهو أن " أيَّان " ظرفٌ لقولِه { إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وَاحِدٌ } يعني أن الإِلهَ واحدٌ يومَ القيامة ، ولم يَدَّعِ أحدٌ الإِلهيةَ في ذلك اليومِ بخلاف أيَّام الدنيا ، فإنه قد وُجد فيها من ادَّعى ذلك ، وعلى هذا فقد تَمَّ الكلامُ على قوله " يَشْعُرون " ، إلا أن هذا القول مُخْرِجٌ لـ " أيَّان " عن موضوعِها - وهو : إمَّا / الشرطُ ، وإمَّا الاستفهامُ - إلى مَحْضِ الظرفيةِ بمعنى وقت ، مضافٌ للجملة بعده كقولِك : " وقتَ تَذْهَبُ عمروٌ منطلق " فوقتَ منصوبٌ بمُنْطَلِق ، مضافٌ لتذهب .