Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 6-6)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ } : كقوله : { لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ } [ النحل : 5 ] . و " حين " منصوبٌ بنفس " جَمال " ، أو بمحذوفٍ على أنه صفةٌ له ، أو معمولٌ لِما عَمِل في " فيها " أو في " لكم " . وقرأ عكرمةُ والضحاكُ " حينا " بالتنوين على أنَّ الجملةَ بعدَه صفةٌ له ، والعائدُ محذوفٌ ، أي : حيناً تُرِيْحون فيه ، وحيناً تَسْرحُون فيه ، كقولِه تعالى : { وَٱتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ } [ البقرة : 281 ] . وقُدِّمَتْ الإِراحةُ على السَّرْحِ ؛ لأنَّ الأنعامَ فيها أجملُ لِمَلْءِ بطونِها وتَحَفُّلِ ضُروعِها . والجَمالُ : مصدرُ جَمُلَ بضمِّ الميم يَجْمُل فهو جميل ، وهي جميلة . وحكى الكسائيُّ جَمْلاء كَحَمْراء ، وأنشد : @ 2957 - فهِيَ جَمْلاءُ كَبَدْرٍ طالعٍ بَذَّتِ الخَلْقَ جميعاً بالجَمالْ @@ ويقال : أراحَ الماشيةَ وهَرَاحَها بالهاءِ بدلاً من الهمزة . وسَرَحَ الإِبلَ يَسْرَحُها سَرْحاً ، أي : أرسلَها ، وأصلُه أن يُرْسِلَها لترعى السَّرْحَ ، والسَّرْحُ شجرٌ له ثمرٌ ، الواحدة سَرْحَة . قال : @ 2958 - أبى اللهُ إلا أنَّ سَرْحَةَ مالكٍ على كلِّ افنانِ العِضاهِ تَرُوْقُ @@ وقال : @ 2959 - بَطَلٌ كأن ثيابَه في سَرْحةٍ يُحْذَى نِعالَ السَّبْتِ ليس بتوْءَم @@ ثم أُطْلِق على كل إرسالٍ ، واستُعير أيضاً للطَّلاق فقالوا : سَرَّحَ فلانٌ امرأتَه ، كما تسعير الطلاقُ أيضاً من إطلاق الإِبل من عُلُقِها . واعتُبِر من السَّرْحِ المُضِيُّ فقيل : ناقَةَ سُرُحٌ ، أي : سريعة قال : @ 2960 - … سُرُحُ اليَدَيْن … … @@ وحَذَفَ مفعولي " تُرِيْحون " و " تَسْرَحُون " مراعاةً للفواصل مع العلم بهما .