Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 94-94)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَتَزِلَّ } : منصوبٌ بإضمار " أَنْ " على جوابِ النهي . قوله : { بِمَا صَدَدتُّمْ } : " ما " مصدريةٌ ، و " صَدَدْتُمْ " يجوز أن يكونَ من الصُّدود ، وأن يكونَ مِن الصَدِّ ، ومفعولُه محذوفٌ . ونُكِّرت " قَدَمٌ " : قال الزمخشري : " فإن قلت : لِمَ وُحِّدَتِ القَدَمُ ونُكِّرَتْ ؟ قلت : لاستعظامِ أن تَزِلَّ قدمٌ واحدةٌ عن طريقِ الحق بعد أن ثَبَتَتْ عليه فكيف بأقدامٍ كثيرة " ؟ . قال الشيخ : " الجمع تارةً يُلْحَظُ فيه المجموعُ من حيث هو مجموعٌ ، وتارةً يُلحظ فيه كلُّ فردٍ فردٍ . فإذا لُوْحظ فيه المجموعُ كان الإِسنادُ معتبراً فيه الجمعيَّةُ ، وإذا لُوْحظ فيه كلُّ فردٍ فردٍ كان الإِسناد مطابقاً للفظِ الجمع كثيراً ، فيُجْمع ما أُسند إليه ، ومطابقاً لكلِّ فردٍ فردٍ فيُفْرد ، كقوله تعالى : { وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئاً وَآتَتْ } لمَّا كان لُوْحِظ في قوله " لهنَّ " معنى لكلِّ واحدة ، ولو جاء مُراداً به الجمعيةُ أو الكثيرُ في الوجهِ الثاني لجُمِع المتكأ ، وعلى هذا المعنى يُحمل قول الشاعر : @ 3015 - فإني وَجَدْتُ الضَّامِرينَ متاعُهمْ يَمُوْتُ ويَفْنَى فارْضِخِي مِنْ وعائيا @@ أي : رأيتُ كلَّ ضامرٍ ؛ ولذلك أَفْرَدَ الضميرَ في " يموتُ ويَفْنى " ولمَّا كان المعنى : لا يَتَّخِذُ كلُّ واحدٍ منكم جاء " فَتَزِلَّ قَدَمٌ " ، مراعاةً لهذا المعنى ، ثم قال : وتَذُوقْوا ، مراعاةً للمجموع [ أو ] لِلَفْظِ الجمع على الوجهِ الكثيرِ إذا قلنا : إن الإِسنادَ لكل فردٍ فرد ، فتكون الآية قد تعرَّضتْ للنهي عن اتخاذ الأَيْمَانِ دَخَلاً باعتبار المجموعِ ، وباعتبارِ كل فردٍ فرد ، ودَلَّ على ذلك بإفراد " قَدَم " وبجَمْعِ الضمير في " وتَذُوْقوا " . قلت : وبهذا التقديرِ الذي ذكره الشيخ يفوتُ المعنى الجَزْلُ الذي اقتنصَه أبو القاسم مِنْ تنكير " قَدَم " وإفرادها . وأمَّا البيتُ المذكورُ فإنَّ النَّحْويين خَرَّجوه على أن المعنى : يموت مَنْ ثُمَّ ، ومَنْ ذُكِرَ ، فأفرد الضميرَ لذلك لما لا لِما ذكر .