Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 110-110)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَيّاً مَّا تَدْعُواْ } : " أيَّاً " منصوب بـ " تَدْعُوا " على المفعول به ، والمضافُ إليه محذوفٌ ، أي : أيَّ الاسمين . و " تَدْعوا " مجزوم بها فهي عاملةٌ معمولةٌ ، وكذلك الفعلُ ، والجوابُ الجملةُ الاسمية مِنْ قوله { فَلَهُ ٱلأَسْمَآءَ ٱلْحُسْنَىٰ } . وقيل : هو محذوفٌ تقديرُه : جاز ، ثم استأنفَ فقال : فله الأسماءُ الحسنى " . وليس بشيءٍ . والتنوين في " أَيَّاً " عوضٌ من المضافِ إليه . وفي " ما " قولان ، أحدهما : أنها مزيدةٌ للتاكيد . والثاني : أنها شرطيةٌ جُمِعَ بينهما تأكيداً كما جُمِع بين حَرْفَيْ الجرِّ للتاكيد ، وحَسَّنه اختلافُ اللفظ كقوله : @ 3119 - فَأَصْبَحْنَ لا يَسْأَلْنني عن بما به … @@ ويؤَيِّد هذا ما قرأ به طلحة بن مصرف " أياً مَنْ تَدْعُوا " فقيل : " مَنْ " تحتمل الزيادة على رأيِ الكسائي كقوله في قوله : @ 310 - يا شاةَ مَنْ قنَصَ لِمَنْ حَلَّتْ له … @@ واحتُمِل أن تكونَ شرطيةً ، وجُمِع بينهما تأكيداً لِما تقدم . و " تَدْعُوا " هنا يحتمل أن يَكونَ من الدعاء وهو النداء فيتعدَّى لواحدٍ ، وأن يَكونَ بمعنى التسمية فيتعدَّى لاثنين ، إلى الأولِ بنفسه ، وإلى الثاني بحرفِ الجر ، ثم يُتَّسَعُ في الجارِّ فيُحذف كقوله : @ 3121 - دَعَتْني أخاها أمُّ عمروٍ … … @@ والتقدير : قل : ادعُوا معبودَكم بالله أو بالرحمن / بأيِّ الاسمين سَمَّيتموه . وممَّن ذهب إلى كونها بمعنى " سَمَّى " الزمخشري . ووقف الأخوان على " أيّا " بإبدال التنوين ألفاً ، ولم يقفا على " ما " تبييناً لانفصالِ ، " أيَّ " مِنْ " ما " . ووقف غيرُهما على " ما " لامتزاجها بـ " أيّ " ، ولهذا فُصِل بها بين " أيّ " وبين ما أُضيفت إليه في قوله تعالى { أَيَّمَا ٱلأَجَلَيْنِ } [ القصص : 28 ] . وقيل : " ما " شرطيةٌ عند مَنْ وقف على " أياً " وجعل المعنى : أيَّ الاسمينِ دَعَوْتموه به جاز ثم استأنف { مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ ٱلأَسْمَآءَ ٱلْحُسْنَىٰ } يعني أنَّ " ما " شرطٌ ثانٍ ، و " فله الأسماءُ " جوابُه ، وجوابُ الأول مقدِّرٌ . وهذا مردودٌ بأنَّ " ما " لا تُطْلق على آحاد أولي العلم ، وبأنَّ الشرطَ يقتضي عموماً ، ولا يَصِحُّ هنا ، وبأن فيه حَذْفَ الشرط والجزاء معاً .