Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 28-28)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ٱبْتِغَآءَ رَحْمَةٍ } : يجوز أَنْ يكونَ مفعولاً من أجله ، ناصبُه " تُعْرِضَنَّ " وهو مِنْ وَضْعِ المُسَبَّب موضعَ السببِ ، وذلك أن الأصل : وإمَّا تُعْرِضَنَّ عنهم لإِعسارِك . وجعله الزمخشريُّ منصوباً بجوابِ الشرطِ ، أي : فقل لهم قولاً سهلاً ابتغاء رحمةٍ . وردَّ عليه الشيخ : بأنَّ ما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها نحو : " إن يَقُمْ زيدٌ عمراً فاضرِبْ " فإنْ حَذَفْتَ الفاءَ جاز عند سيبويهِ والكسائي نحو : " إنْ يَقُمْ زيدٌ عمراً يَضْرِبْ " . فإن كان الاسمُ مرفوعاً نحو " إن تَقُمْ زيدٌ يَقُمْ " جاز ذلك عند سيبويهِ على أنَّه مرفوعٌ بفعلٍ مقدرٍ يُفَسِّره الظاهرُ بعده ، أي : إنْ تَقُمْ يَقُمْ زيدٌ يقمْ . ومنع مِنْ ذلك الفراءُ وشيخُه . وفي الردِّ نظرٌ ؛ لأنه قد ثبت ذلك ، لقولِه تعالى : { فَأَمَّا ٱلْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ } [ الضحى : 9 ] الآية . لأنَّ " اليتيمَ " وما بعده منصوبان بما بعدَ فاءِ الجوابِ . الثاني : أنه موضعِ الحالِ مِنْ فاعلِ " تُعْرِضَنَّ " . قوله : " من ربِّك " يجوز أن يكونَ / صفة لـ " رحمةٍ " ، وأَنْ يكونَ متعلِّقاً بـ " تَرْجُوها " ، أي : تَرْجُوها مِنْ جهةِ ربِّك ، على المجاز . قوله : " تَرْجُوها " يجوز أن يكونَ حالاً مِنْ فاعلِ " تُعْرِضَنَّ " ، وأَنْ يكونَ صفةً لـ " رحمةٍ " .