Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 88-88)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لاَ يَأْتُونَ } : فيه وجهان ، أظهرهما : أنه جوابٌ للقسمِ الموطَّأ له باللام . والثاني : أنه جواب الشرط ، واعتذروا به عن رفعِه بأنَّ الشرطَ ماضٍ فهو كقوله : @ 3103 - وإنْ أتاه خليلٌ يومَ مسألةٍ يقولُ لا غائبٌ مالي ولا حِرِمُ @@ واستشهدوا عليه بقولِ الأعشى : @ 3104 - لئِنْ مُنِيْتَ بنا عن غِبِّ معركةٍ لا تُلْفِنا مِنْ دماءِ القومِ نَنْتَفِلُ @@ فأجاب الشرطَ مع تقدُّمِ لامِ التوطئة ، وهو دليلٌ للفراء ومَنْ تبعه على ذلك . وفيه رَدٌّ على البصريين ، حيث يُحَتِّمون جوابَ القسمِ عند عدمِ تقدُّم ذي خبرٍ . وأجاب بعضهم بأنَّ اللامَ في البيت ليست للتوطِئةِ بل مزيدةٌ ، وهذا ليس / بشيء لأنه لا دليلَ عليه . وقال الزمخشري : " ولولا اللامُ الموطِّئة لجاز أن يكونَ جواباً للشرط كقولِه : @ 3105 - … يقولُ لا غائبٌ … @@ لأنَّ الشرطَ وقع ماضياً . وناقشه الشيخُ : بأنَّ هذا ليس مذهبَ سيبويه ولا الكوفيين والمبرد ؛ لأنَّ مذهب سيبويه في مثلِه أن النيةَ به التقديمُ ، ومذهبَ الكوفيين والمبرد أنه على حذف الفاء ، وهذا مذهبٌ ثالثٌ قال بعضُ الناس . قوله : { وَلَوْ كَانَ } جملةٌ حاليةٌ ، وقد تقدَّم تحقيق هذا ، وأنه كقولِه عليه السلام " أَعطُوا السائل ولو جاء على فرس " و " لبعضٍ " متعلِّقٌ بـ " ظَهير " .