Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 110-110)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ } : " أنَّ " هذه مصدرية وإنْ كانت مكفوفةً بـ " ما " . وهذا المصدر قائمٌ مقامَ الفاعلِ كأنه قيل : إنما يُوْحَى إليَّ التوحيدُ . قوله : { وَلاَ يُشْرِكْ } العامَّةُ على الياءِ مِنْ تحتُ ، عُطِفَ بها على أمرٍ . ورُوي عن أبي عمروٍ { وَلاَ تُشْرِكْ } بالتاءِ مِنْ فوقُ خطاباً على الالتفات من الغَيْبة إلى الخطاب ثم التُفِتَ في قولِه { بِعِبَادَةِ رَبِّهِ } إلى الأول . ولو جيْءَ على الالتفات الثاني : لقيل : ربك . والباءُ سببية ، أي : بسبب . وقيل : بمعنى في . والفِرْدوس : الجَنَّةُ مِن الكَرْم خاصة . وقيل : بل ما كان غالبُها كَرْماً . وقيل : كل ما حُوِطَ فهو فِرْدوسٌ والجمع فراديس . وقال المبرد : " الفِرْدوس فيما سمعتُ من العرب : الشجرُ الملتفُّ ، والأغلبُ عليه أن يكون من العِنَب " . وحكى الزجاج أنها الأَوْدِيَة التي تُنْبِتُ ضُروباً من النَّبْت . واختُلف فيه : فقيل : هو عربيٌّ وقيل : أعجمي . وهل هو روميٌّ أو فارسيٌّ أو سُرْيانيٌّ ؟ قيل : ولم يُسْمع في كلام العرب إلا في بيت حَسَّان : @ 3206 - وإنَّ ثوابَ اللهِ كلَّ مُوحِّدِ جِنانٌ من الفردوسِ فيها يُخْلَّدُ @@ وهذا ليس بصحيح ، لأنه سُمع في شعرِ أميةَ بنِ أبي الصلت : @ 3207 - كانت منازلُهمْ إذ ذاك ظاهرةً فيها الفَراديسُ ثم الثومُ والبَصَلُ @@ ويقال : كَرْمٌ مُفَرْدَسٌ ، أي : مُعَرَّشٌ ، ولهذا سُمِّيَتِ الروضةُ التي دونَ اليَمامة فِرْدَوساً . وإضافةُ " جنَّات " إلى الفِرْدوس إضافةٌ تبيينٍ .