Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 19-19)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَكَذٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ } : الكافُ نعتٌ لمصدرٍ محذوفٍ ، أي : كما أَنَمْناهم تلك النَّوْمَةَ كذلك بَعَثْناهم ادِّكاراً بقُدرتِه . والإِشارةُ بـ " ذلك " إلى المصدرِ المفهومِ مِنْ قوله " فَضَرَبْنا " ، أي : مثلَ جَعْلِنا إنامتَهم هذه المدة المتطاولةَ آيةً جَعَلْنا بَعْثَهم آيةً . قاله الزجاج والزمخشري . قوله : " ليتساءَلُوا " اللامُ متعلقةٌ بالبعث ، فقيل : هي للصَّيْرورة ، لأنَّ البَعْثَ لم يكنْ للتساؤلِ . قاله ابنُ عطيةَ . والصحيحُ أنَّها على بابِها مِن السببية . قوله : { كَم لَبِثْتُمْ } " كم " منصوبةٌ على الظرف ، والمُمَيِّزُ محذوفٌ ، تقديرُه : كم يوماً ، لدلالةِ الجواب عليه . و " أَوْ " في قولِه : " أو بعضَ يوم " للشكِّ فيهم ، وقيل : للتفصيل ، أي : قال بعضُهم كذا وبعضُهم كذا . قوله : " بِوَرِقِكم " حال ِمنْ " أحدَكم " ، أي : مصاحباً لها ، وملتبساً بها . وقرأ أبو عمروٍ وحمزةُ وأبو بكر بفتحِ الواوِ وسكونِ الراءِ والفَكِّ . وباقي السبعة بكسر الراء ، والكسرُ هو الأصلُ ، والتسكينُ تحفيفٌ كـ " نَبْق " في نَبِق . وحكى الزجاج كسرَ الواوِ وسكونِ الراء وهو نَقْلٌ ، وهذا كما يقال : كَبِدْ وكَبْد وكِبْد . وقرأ أبو رجاء وابن محيصن كذلك ، إلا أنه بإدغام القاف . واستضعفوها مِنْ حيث الجمعُ بين ساكنين على غير حَدِّيهما وقد تقدَّم لك في المتواترِ ما يُشبه هذه مِنْ نحوِ { فَنِعِمَّا } { لاَ تَعْدُّواْ فِي ٱلسَّبْتِ } [ النساء : 154 ] … ورُوِيَ عن ابنِ محيصن أنَّه أَدْغَمَ كسرَ الراءَ فِراراً مِمَّا ذَكَرْتَ . وقرأ أميرُ المؤمنين " بوارِقِكم " اسمَ فاعلٍ ، أي : صاحب وَرِقٍ كـ " لابِن " . وقيل : هو اسمُ جمعٍ كجاملٍ وباقر . والوَرِقُ : الفِضَّةُ المضروبةُ . وقيل : الفضةُ مطلقاً . ويقال لها : " الرِّقَةُ " بحذفِ الفاء . وفي الحديث : " في الرِّقَةِ رُبْع العُشْر " وجُمعت شذوذاً جَمْعَ المذكرِ السالم ، قالوا : " حُبُّ الرِّقَيْنِ يغطِّي أَفْن الأَفِين " . قوله : أيُّها أَزْكَى : يجوز في " أيّ " أن تكونَ استفهاميةً ، وأن تكونَ موصولةً . وقد عَرَفْتَ ذلك ممَّا تقدَّم لك في قوله : { أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً } [ الكهف : 7 ] فالعملُ واحدٌ . ولا بد مِنْ حذفٍ : " أيُّ أهْلِها أزْكَى " . وطعاماً : تمييز . وقيل : لا حَذْفَ ، والضميرُ على الأطعمة المدلول عليها من السياق . قوله : " ولِيَتَلَطَّفْ " قرأ العامَّةُ بسكونِ لامِ الأمر ، والحسنُ بكسرِها على الأصل . وقتيبة المَيَّال " ولِيَتَلَطَّفْ " مبنياً للمفعول . وأبو جعفر وأبو صالحٍ وقتيبة " ولا يَشْعُرَن " بفتحِ الياءِ وضمِّ العين ، " أحدٌ " فاعلٌ به .