Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 26-26)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَبْصِرْ بِهِ } : صيغةُ تعجبٍ بمعنى ما أبصرَه ، على سبيل المجاز ، والهاءُ للهِ تعالى . وفي مثلِ هذا ثلاثةُ مذاهبَ : الأصحُّ أنه بلفظِ الأمرِ ومعناه الخبرُ ، والباءُ مزيدةٌ في الفاعل إصلاحاً للَّفْظ . والثاني : أنَّ الفاعلَ ضميرُ المصدرِ . والثالث : أنه ضميرُ المخاطبِ ، أي : أَوْقِعْ أيها المخاطبُ . وقيل : هو أمرٌ حقيقةً لا تعجبٌ ، وأن الهاءَ تعودُ على الهُدَى المفهوم من الكلام . وقرأ عيسى : " أَسْمَعَ " و " أَبْصَرَ " فعلاً ماضياً ، والفاعلُ الله تعالى ، وكذلك الهاءُ في " به " ، أي : أبصرَ عبادَه وأَسْمعهم . قوله : " مِنْ وليّ " يجوز أَنْ يكونَ فاعلاً ، وأَنْ يكونَ مبتدأً . قوله : " ولا يُشْرك " ، قرأ ابن عامر بالتاءِ والجزم ، أي : ولا تُشْرِكْ أنت أيها الإِنسانُ . والباقون بالياء من تحتُ ورفعِ الفعلِ ، أي : ولا يُشْرك اللهُ في حكمِه أحداً ، فهو نفيٌ مَحْضٌ . وقرأ مجاهد : " ولا يُشْرِكْ " بالتاء من تحتُ والجزم . قال يعقوب : " لا أعرفُ وجهه " . قلت : وجهُه أنَّ الفاعلَ ضميرُ الإِنسانِ ، أُضْمِرَ للعِلْمِ به . والضميرُ في قولِه / " مالهم " يعود على معاصري رسولِ الله صلى الله عليه وسلم . قال ابن عطية : " وتكون الآيةُ اعتراضاً بتهديد " . كأنَّه يعني بالاعتراضِ أنهم ليسوا ممَّن سَبَق الكلامُ لأجلهم ، ولا يريد الاعتراضَ الصناعيِّ .