Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 46-46)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أَرَاغِبٌ أَنتَ } : يجوز فيه وجهان ، أحدُهما : أَنْ يكون " راغبٌ " مبتدأً لاعتمادِه على همزةِ الاستفهام ، و " أنت " فاعلٌ سَدَّ مَسَدَّ الخبر . والثاني : أنه خبر مقدمٌ ، و " أنت " مبتدأ مؤخر ورُجِّح الأولُ بوجهين ، أحدهما : أنه ليس فيه تقديمٌ ولا تأخير ؛ إذ رتبهُ الفاعلِ التأخيرُ عن رافعِه . والثاني أنه لا يلزم فيه الفصلُ بين العاملِ ومعمولِه بما ليس معمولاً للعامل ؛ وذلك لأنَّ { عَنْ آلِهَتِي } متعلقٌ بـ " راغِبٌ " ، فإذا جُعل " أنت " فاعلاً فقد فُصِل بما هو كالجزءِ من العامل ، بخلافِ جَعْلِه خبراً فإنه أجنبي إذ ليس معمولاً لـ " راغبٌ " . قوله : " مَلِيَّاً " في نصبه ثلاثةُ أوجهٍ ، أحدها : أنه منصوبٌ على الظرفِ الزماني ، أي : زمناً طويلاً ، ومنه " المَلَوان " للَّيلِ والنهارِ ، وَمَُِلاوةُ الدَّهْر بتثليث الميم قال : @ 3240 - فَعُسْنا بها من الشَّبابِ مَلاوةً فالحجُّ آيات الرسولِ المحبِّبِ @@ وأنشد السدِّي على ذلك لمهلهل : @ 3241 - فتصَدَّعَتْ صُمُّ الجِبالِ لمَوْتِه وبَكَتْ عليه المُرْمِلاتُ مَلِيَّا @@ والثاني : أنه منصوبٌ على الحال معناه : سالماً سَويَّاً . كذا فسَّره ابن عباس : فهو حالٌ مِنْ فاعلِ " اهْجُرْني " ، وكذلك فَسَّره ابنُ عطيةَ قال : " معناه : مُسْتَبداً ، أي : غنيَّاً من قولهم هو مَلِيٌّ بكذا وكذا " . قال الزمخشري : " أي : مُطيقاً " والثالث : أنه نعت لمصدر محذوف ، أي : هَجْراً مَلِيَّاً يعني : واسعاً متطاولاً كتطاول الزمان الممتد .