Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 82-82)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وروى ابن عطية والدانيُّ وغيرُه عن أبي نهيك أنه قرأ " كُلاَّ " بضم الكافِ والتنوين . وفيها تأويلان ، أحدهما : أن ينتصِبَ على الحالِ ، أي : سيكفرون جميعاً . كذا قَدَّره أبو البقاء واستبعدَه . والثاني : أنه منصوبٌ بفعلٍ مقدرٍ ، أي : يَرْفُضون أو يَجْحَدون أو يُتْرَكُون كُلاًّ ، قاله ابن عطية . وحكى ابن جرير أنَّ أبا نهيك قرأ " كُلٌّ " بضم الكاف ورفع اللام منونةً على أنَّه مبتدأ ، والجملةُ الفعليةُ بعد خبرُه . وظاهرُ عبارةِ هؤلاء أنه لم يُقرأ بذلك إلا في " كُلاَّ " الثانية . وقرأ عليٌّ بن أبي طالب " ونُمِدُّ " مِنْ أمَدَّ . وقد تقدَّم القولُ في مَدَّه وأمدَّه : قوله : { وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ } [ مريم : 80 ] يجوز في " ما " وجهان ؛ أحدهما : أَنْ تكونَ مفعولاً بها . والضميرُ في " نَرِثُه " منصوبٌ على إسقاط الخافضِ تقديرُه : ونَرِثُ منه ما يقولُه . الثاني : أن تكونَ بدلاً من الضمير في " نَرِثُه " بدلَ الاشتمال . وقدَّر بعضُهم مضافاً قبل الموصولِ ، أي : نَرِثُه معنى ما يقول ، أو مُسَمَّى ما يقول ، وهو المال والولد ؛ لأنَّ نفس القول لا يُورَّث . و " فَرْداً : حال : إمَّا مقدَّرةٌ نحو : { فَٱدْخُلُوهَا خَالِدِينَ } [ الزمر : 73 ] أو مقارنةِ ، وذلك مبنيٌّ على اختلافٍ في معنى الآية مذكور في الكشاف . والضمير في { سَيَكْفُرُونَ } يجوز أن يعودَ على الآلهةِ لأنه أقربُ مذكورٍ ، ولأنَّ الضميرَ في " يكونون " أيضاً عائدٌ عليهم فقط . ومثلُه : { وَإِذَا رَأى ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَآءَهُمْ } [ النحل : 86 ] ثم قال : { فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ ٱلْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ } . وقيل : يعود على المشركين " . ومثلُه قولُه : { وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [ الأنعام : 23 ] . إلا أنَّ فيه عَدَمَ توافقِ الضمائرِ إذ الضميرُ في " يكونون " عائدٌ على الآلهة ، و " بعبادتهم " مصدرٌ مضافٌ إلى فاعِلِه إنْ عاد الضميرُ في " عبادتهم " على المشركين العابدين ، وإلى المفعولِ إنْ عاد إلى الآلهة . وقوله : " ضِدَّاً " إنما وَحَّده ، وإن كان خبراً عن جَمْع ، لأحدِ وجهين : إمَّا لأنَّه مصدرٌ في الأصلِ ، والمصادرُ مُوَحَّدةٌ مُذَكَّرَةٌ ، وإمَّا لأنه مفردٌ في معنى الجمع . قال الزمخشري : " والضِّدُّ : العَوْنُ ، وُحِّدَ توحيدَ " وهم يَدٌ على مَنْ سواهم " لاتفاق كلمتِهم ، وأنَّهم كشيءٍ واحدٍ لفَرْطِ تَضَامَّهم وتوافُقِهم والضِّدُّ : العَوْن والمُعاوَنَة . ويقال : مِنْ أضدادكم ، أي : أَعْوانكم " . قيل : وسُمِّي العَوْنُ ضِدَّاً لأنه يُضادُّ مَنْ يُعاديك ويُنافيه بإعانتِك له عليه . وفي التفسير : أنَّ الضدَّ هنا الأعداءُ . وقيل : القِرْن . وقيل : البلاءُ وهذه تناسِبُ معنى الآية .