Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 101-101)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ٱلْكِتَابَ كِتَابَ ٱللَّهِ } : " الكتابَ " مفعولٌ ثانٍ لـ " أُوْتُوا " لأنه يتعدَّى في الأصلِ إلى اثنين . فأُقيم الأولُ مُقام الفاعلِ وهو الواوُ ، وبقي الثاني منصوباً ، وقد تَقَدَّم أنه عند السهيلي مفعولٌ أوَّلُ ، و " كتابَ الله " مفعولُ نَبَذَ ، و " وراءَ " منصوبٌ على الظرفِ وناصبُه " نَبَذَ " ، وهذا مَثَلٌ لإِهمالِهم التوراةَ ، تقولُ العرب : " جَعَلَ هذا الأمرَ وراءَ ظهره ودَبْرَ أذنِه " أي : أهمله ، قال الفرزدق : @ 636 تَميمُ بنُ مُرٍّ لا تكونَنَّ حاجتي بِظَهْرٍ فلا يَعْيَا عليَّ جوابُها @@ والنَّبْذُ : الطَّرْحُ - كما تقدَّم - . وقال بعضُهم : " النَّبْذ والطَّرْح والإلقاء متقاربة ، إلا أن النبذَ أكثرُ ما يقال في المبسوط والجاري مَجْراه ، والإِلقاء فيما يُعْتبر فيه ملاقاةٌ بين شيئين " ومن مجيء النَّبْذ بمعنى الطرح قوله : @ 637 إنَّ الذين أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعْدِلُوا نَبَذُوا كتابَك واسْتَحَلُّوا المَحْرَما @@ وقال أبو الأسود : @ 638 وخَبَّروني مَنْ كنتُ أرسلْتُ أنَّما أَخَذْتَ كتابي مُعْرِضاً بشِمالكا نظْرتَ إلى عنوانِه فنبذْتَه كنَبْذِكَ نَعْلاً أَخْلَقَتْ مِنْ نِعالِكا @@ قوله : { كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } جملةٌ في محلِّ نَصْبٍ على الحال ، وصاحبُها ، فريقٌ ، وإنْ كان نكرةً لتخصيص بالوصفِ ، والعاملُ فيها : نَبَذَ ، والتقدير : مُشْبهين للجُهَّال . ومتعلَّقُ العلمِ محذوفٌ تقديرُه : أنه كتابُ الله لا يُداخِلُهم فيه شكٌّ ، والمعنى : أنهم كفروا عِناداً .