Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 118-118)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ } : " لولا " و " لَوْما " يكونانِ حَرْفي ابتداءٍ ، وقد تقدم ذلك عند قوله { فَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ } [ البقرة : 64 ] ، ويكونان حَرْفَيْ تحضيضٍ بمنزلة : " هَلاَّ " فيختصَّان بالأفعالِ ظاهرةً أو مضمرةً كقوله : @ 702 تَعُدُّون عَقْرَ النِّيْبِ أفضلَ مَجْدِكُم بنى ضَوْطَرِى لولا الكَمِيَّ المقنَّعا @@ أي : لولا تَعُدُّون الكميَّ ، فإنْ وَرَدَ ما يُوهم وقوعَ الاسمِ بعدَ حرفِ التحضيض يُؤَوَّل كقوله : @ 703 ونُبِّئْتُ ليلى أَرْسَلَتْ بشفاعةٍ إليَّ فهلاَّ نفسُ لَيْلى شَفِيعُها @@ فـ " نفسُ ليلى " مرفوعٌ بفعلٍ محذوفٍ يفسِّره " شفيعُها " أي : فَهَلاَّ شَفَعَتْ نفسُ ليلى . وقال أبو البقاء : " إذا وَقَعَ بعدَها المستقبلُ كانَتْ للتحضيضِ وإنْ وَقَعَ [ بعدها ] الماضي كانَتْ للتوبيخ " وهذا شيءٌ يقولُه علماءُ البيانِ ، وهذه الجملةُ التحضيضيةُ في محلِّ نصبٍ بالقول . قوله : { كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ } قد تقدَّم الكلامُ على نظيرِه فَلْيُطْلَب هناك . وقرأ أبو حَيْوة وابن أبي إسحاق : " تَشَّابَهَتْ " بتشديد الشين ، قال الداني : " وذلك غيرُ جائز لأنه فعلٌ ماض " يعني أن التاءَيْن المزيدتين إنما تجيئان في المضارع فَنُدْغِم ، أمَّا الماضي فلا .