Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 207-207)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { مَن يَشْرِي } : في " مَنْ " الوجهانِ المتقدِّمان في " مَنْ " الأولى ، ومعنى يَشْري : يَبيع ، قال تعالى : { وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ } [ يوسف : 20 ] ، إن أَعَدْنَا الضميرَ المرفوعَ على الآخرة ، وقال : @ 904 وَشَرَيْتُ بُرْداً ليتني من بعدِ بُرْدٍ كنتُ هامَهْ @@ فالمعنى : يَبْذُل نفسَه في اللَّهِ ، وقيل : بل هو على أصلِهِ من الشِّراء وذلك أَنَّ صُهَيْباً اشترى نفسَه من قريشٍ لمَّا هاجَرَ ، والآيةُ نَزَلَتْ فيه . قوله : { ٱبْتِغَآءَ } منصوبٌ على أنه مفعولٌ من أجله . والشروطُ المقتضيةُ للنصبِ موجودةٌ . والصحيحُ أنَّ إضافةَ المفعولِ له مَحْضَةٌ ، خلافاً للجرمي والمبرد والرياشي وجماعةٍ من المتأخَّرين . و " مرضاة " مصدرٌ مبنيٌّ على تاء التأنيث كَمَدْعَاة ، والقياسُ تجريدُهُ عنها نحو : مَغْزَى ومَرْمَى ووقَفَ حمزة عليها بالتاء ، وذلك لوجهين : أحدهما أَنَّ بعضَ العربِ يقِفُ على تاء التأنيثِ بالتاءِ كما هي : وأنشدوا : @ 905 دارٌ لسَلْمَى بعد حولٍ قد عَفَتْ بل جَوْزِ تيهاءَ كظهْرِ الجَحَفَتْ @@ وقد حكى هذه اللغةَ سيبويه . والثاني : أن يكونَ وقف على نيةِ الإِضافة ، كأنه نَوَى لفظَ المضافِ إليه لشدةِ اتِّصال المتضايفَيْنِ فأَقَرَّ التاءَ على حالِها مَنْبَهَةً على ذلك ، وهذا كما أَشَمُّوا الحرفَ المضمومَ ليُعْلِمُوا أنَّ الضَّمَّة كالمنطوق بها . وقد أمالَ الكسائي وورش " مَرْضات " . وفي قولِهِ : { بِٱلْعِبَادِ } خروجٌ من ضميرِ الغَيْبَةِ إلى الاسمِ الظاهِرِ ، إذ كان الأصلُ " رؤوف به " أو " بهم " ، وفائدةُ هذا الخروجِ أنَّ لفظَ " العباد " يُؤْذِنُ بالتشريفِ ، أو لأنَّ فاصلةٌ فاخْتِير لذلك .