Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 53-53)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ٱلْكِتَابَ وَٱلْفُرْقَانَ } … مفعولٌ ثانٍ لآتينا ، وهل المرادُ بالكتاب والفرقانِ شيءٌ واحدٌ وهو التوراةُ ؟ كأنه قيل : الجامعُ بينَ كونِه كتاباً مُنَزَّلاً وفرقاناً يَفْرُق بين الحقِّ والباطلِ ، نحو : رأيت الغيثَ والليثَ ، وهو من باب قولِه : @ 464ـ إلى المَلِك القَرْمِ وابنِ الهُمَامِ … @@ أو لأنه لمَّا اختَلَفَ اللفظُ جازَ ذلك كقوله : @ 465ـ فَقَدَّمَتِ الأَدِيمَ لراهِشَيْهِ وأَلْفَى قولَها كَذِباً وَمَيْنَا @@ وقوله : @ 466ـ … وهندٌ أتىٰ مِنْ دَوْنِها النَّأْيُ والبُعْدُ @@ وقولهِ : @ 467ـ … أَقْوَى وأَفْقَرَ بعدَ أُمِّ الهَيْثَمِ @@ قال النحاس : " هذا إنما يجوزُ في الشِّعْر ، فالأحسنُ أن يُرادَ بالفرقان ما علَّمه اللهُ موسى من الفَرْق بين الحق والباطل " . وقيل : الواوُ زائدة ، و " الفرقان " نعتٌ للكتاب أو " الكتابُ " التوراةُ ، و " الفرقانُ " ما فُرِّقَ به بين الكُفْر والإِيمانِ ، كالآياتِ من نحو العَصا واليد ، أو ما فُرِّقَ به بين الحلالِ والحَرام من الشرائعِ . والفُرْقُانُ في الأصلِ مصدرٌ مثلُ الغُفْران . وقد تقدَّمَ معناهُ في { فَرَقْنَا بِكُمُ ٱلْبَحْرَ } [ البقرة : 50 ] . وقيل : الفرقانُ هنا اسمُ للقرآنِ ، قالوا : والتقديرُ : ولَقَدْ آتَيْنَا موسىٰ الكتابَ ومحمداً الفرقانَ . قال النحاس : " هذا خطأٌ في الإِعرابِ والمعنى ، أمَّا الإِعرابُ فلأنَّ المعطوفَ على الشيءِ مثلُه ، وهذا يخالِفُه ، وأمَّا المعنى فلقولِه : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ ٱلْفُرْقَانَ } [ الأنبياء : 48 ] .