Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 1-1)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قد تقدَّم الكلامُ في الحروفِ المُقَطَّعةِ أولَ هذا الموضوعِ ، و " طه " مِنْ ذاك ، هذا هو الصحيح . وقيل : إنَّ معنى " طه " يا رجلُ في لغةِ عَك ، وقيل : عُكْل ، وقيل : هي لغة يمانية . وحكى الكلبي أنك لو قلتَ في عَكّ : يا رجلُ ، لم يُجِبْ حتى تقولَ : طه . وقال الطبري : " طه في عَكّ بمعنى : يا رجلُ " ، وأنشدَ قولَ شاعرهم : @ 3269ـ دَعَوْتُ بِطهَ في القتالِ فلم يُجِبْ فَخِفْتُ عليهِ أَنْ يكونَ مُوائِلا @@ وقول آخر : @ 3270ـ إنَّ السَّفاهةَ طه في خلائِقِكمْ لا قَدَّسَ اللهُ أرواحَ المَلاعينِ @@ قال الزمخشري : " وأثرُ الصَّنْعَةِ ظاهرٌ في البيت المستشهدِ به " فذكره ، وقال السدي : " معناه : يا فلانُ " . وقال الزمخشري أيضاً : " ولعل عَكَّاً تَصَرَّفوا في " يا هذا " ، كأنهم في لغتهم قالبون الياءَ طاءً ، فقالوا : في يا : طا ، واختصروا " هذا " فاقتصورا على " ها " . يعني فكأنه قيل في الآية الكريمة : يا هذا . وفيه بُعدٌ كبيرٌ . قال الشيخ : " ثم تَخَرَّص وحَزَرَ على عَك ما لم يَقُلْه نحويٌّ : وهو أنهم يقلبون يا التي للنداء طاءً ، ويحذفون اسم الإِشارة ويقتصرون منه على " ها " التي للتنبيه " . قلت : وهذا وإن كان قريباً مما قاله عنه إلاَّ أنه أنحىٰ عليه في عبارته بقوله " تَخَرَّص " . وقيل : " طه " أصلُه طَأْها بهمزة " طَأْ " أمراً مِنْ وَطِىء يَطَأُ ، و " ها " ضميرُ مفعولٍ يعودُ على الأرض ، ثم أبدل الهمزَة لسكونها ألفاً ، ولم يَحْذِفْها في الأمرِ نظراً إلى أصلها أي : طَأ الأرضَ بقدمَيْكَ . وقد جاء في التفسير : " أنه قام حتى تَوَرَّمَتْ قدماه " . وقرأ الحسنُ وعكرمةُ وأبو حنيفةَ وورشٌ في اختياره / بإسقاطِ الألفِ بعد الطاء ، وهاءٍ ساكنة . وفيها وجهان ، أحدهما : أنَّ الأصلَ " طَأْ " بالهمز أمراً أيضاً مِنْ وَطِىء يَطَأُ ، ثم أبدلَ الهمزةَ هاءً كإبدالهم لها في " هَرَقْتُ " و " هَرَحْتُ " و " هَبَرْتُ " . والأصلُ : أَرَقْتُ وأَرَحْتُ وأَبَرْت . والثاني : أنه أبدل الهمزةَ ألفاً ، كأنه أَخَذه مِنْ وَطِي يَطا بالبدل كقوله : @ 3271ـ … … لا هَنَاكِ المَرْتَعُ @@ ثم حَذَفَ الألفَ حَمْلاً للأمرِ على المجزومِ وتناسِياً لأصل الهمز ثم ألحق هاءَ السكتِ ، وأجرى الوصلَ مُجْرى الوقفِ . وقد تقدَّم في أولِ يونس الكلامُ على إمالةِ طا وها فأغنى عن أعادتِه هنا .