Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 5-5)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱلرَّحْمَـٰنُ } : العامَّةُ على رفعهِ ، وفيه أوجهٌ ، أحدُها : أنه بدلٌ من الضميرِ المستكنِّ في " خَلَق " . ذكره ابنُ عطية . وردَّه الشيخُ بأن البدلَ يَحُلُّ مَحَلَّ المبدلِ منه ، ولو حَلَّ هنا مَحَلَّه لم يَجُزْ لخلوِّ الجملةِ الموصولِ بها مِنْ رابطٍ يربطُها به . الثاني : أن يرتفعَ على خبرِ مبتدأ مضمرٍ ، تقديرُه : هو الرحمن . الثالث : أن يرتفعَ على الابتداءِ مشاراً بلامِه إلى مَنْ خَلَقَ ، والجملةُ بعده خبرُه . وقرأ جناح بن حبيش " الرحمنِ " مجروراً . وفيه وجهان ، أحدهما : أنه بدلٌ من الموصولِ . لا يقال إنه يؤدي إلى البدلِ بالمشتق وهو قليلٌ ؛ لأنَّ الرحمنَ جرىٰ مَجْرى الجوامدِ لكثرة إيلائِه العواملَ . والثاني : أن يكونَ صفةً للموصول أيضاً . قال الشيخ : " ومذهبُ الكوفيين أنَّ الأسماءَ النواقصَ كـ " مَنْ " و " ما " لا يُوصَف منها إلاَّ " الذي " وحدَه ، فعلى مذهبِهم لا يجوز أن يكونَ صفةً " . قال ذلك كالرادِّ على الزمخشري . والجملةُ مِنْ قولِه { عَلَى ٱلْعَرْشِ ٱسْتَوَىٰ } خبرٌ لقولِه " الرحمنُ " على القول بأنه مبتدأٌ ، أو خبرُ مبتدأ مضمرٍ إنْ قيل : إنه مرفوعٌ على خبر مبتدأ مضمر ، وكذلك في قراءةِ مَنْ جَرَّه . وفاعلُ " استوىٰ " ضميرٌ يعودُ على الرحمنِ ، وقيل : بل فاعلُه " ما " الموصولةُ " بعده أي : استوى الذي له في السماوات ، قال أبو البقاء : " ويقال بعضُ الغلاةِ : " ما " فاعلُ " استوىٰ " . وهذا بعيدٌ ، ثم هو غيرُ نافعٍ له في التأويل ، إذ يبقى قولُه { ٱلرَّحْمَـٰنُ عَلَى ٱلْعَرْشِ } كلاماً تاماً ومنه هرب " . قلت : هذا يُروى عن ابنِ عباس ، وأنه كان يقف على لفظ " العرش " ، ثم يبتدِىءُ " استوىٰ له ما في السماوات " وهذا لا يَصِحُّ عنه .