Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 57-57)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَتَٱللَّهِ } : قرأ العامَّة بالتاءِ مثنَّاةً من فوقُ . وقرأ معاذ بن جبل وأحمد بن حنبل بالباء موحدة . قال الزمخشري : " فإن قلتَ : ما الفرقُ بين الباءِ والتاءِ ؟ قلت : الباءُ هي الأصلُ ، والتاءُ بدلٌ من الواوِ المُبْدَلِ منها ، وإنَّ التاءَ فيها زيادةٌ معنىً ، وهو التعجبُ ، كأنه تَعَجَّبَ من تسهيلِ الكيدِ على يدِه وتَأَتِّيه " . أمَّا قولُه : " إن الباءَ هي الأصلُ " فيدلُّ على ذلك تَصَرُّفُها في الباب ، بخلافِ الواوِ والتاءِ ، وإن كان السهيليُّ قد رَدَّ كونَ الواوِ بدلاً منها . وقال الشيخ : " النظرُ يقتضي أنَّ كلاً منها أصلٌ . وأمَّا قولُه " التعجبُ " فنصوصُ النَّحْويين أنه يجوزُ فيها التعجبُ وعدمُه ، وإما يلزمُ ذلك مع اللامِ كقوله : @ 3352ـ للهِ يَبْقى على الأيَّامِ ذو حِيَدٍ بمُشْمَخِرّ به الظَّيَّانُ والآوسُ @@ و " بعدَ " منصوبٌ بـ " لأَكِيْدَنَّ " . و " مُدْبرين " حالٌ مؤكّدةٌ ، لأنَّ " تُوَلُّوا " تُفْهِمُ معناها . وقرأ العامَّة " تُوَلُّوا " بضم التاءِ و اللامِ مضارعَ " ولَّىٰ " مشدداً . وقرأ عيسى بن عمر " تَوَلَّوا " بفتحِهما مضارعَ " تولَّىٰ " والأصل " تَتَوَلَّوا " فحذف إحدى التاءين : إمَّا الأولى على رأي هشام ، وإمَّا الثانية على رأي البصريين . ويَنْصُرُها قراءةُ الجميع { فَتَوَلَّوْاْ عَنْهُ مُدْبِرِينَ } [ الصافات : 90 ] ولم يقرأ أحدٌ " فَوَلَّوْا " وهي قياسُ قراءةِ الناس هنا . وعلى كلتا القراءتين فلامُ الكلمةِ محذوفٌ وهو الياءُ لأنه مِنْ وَلي . ومتعلِّقُ هذا الفعلِ محذوفٌ تقديرُه : تُوَلُّو إلى عيدكم ، ونحوُه .