Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 63-63)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { بَلْ فَعَلَهُ } : هذا الإِضرابُ عن جملةٍ محذوفةٍ تقديرُه : لم أفعَلْه ، إنما الفاعلُ حقيقةً اللهُ تعالىٰ ، بل فعله . وإسنادُ الفعلِ إلى " كبيرهم " مِنْ أبلغِ / المعاريض . قوله : { هَـٰذَا } فيه ستةٌ أوجه ، أحدُها : أن يكونَ نعتاً لـ " كبيرُهم " ، الثاني : أن يكونَ بدلاً من " كبيرُهم " . الثالث : أن يكونَ خبراً لـ " كبيرهم " على أنَّ الكلامَ يَتِمُّ عند قوله { بَلْ فَعَلَهُ } ، وفاعل الفعلِ محذوفٌ ، كذا نقله أبو البقاء ، وقال : " وهذا بعيدٌ لأنَّ حَذْفَ الفاعلِ لا يَسُوغ " ، قلت : وهذا القولُ يُعْزَىٰ للكسائي ، وحينئذٍ لا يَحْسُن الردُّ عليه بحذفِ الفاعلِ فإنه يُجيز ذلك ويلتزمُه ، ويجعلُ التقديرَ : بل فعله مَنْ فعله . ويجوزُ أَنْ يكونَ أراد بالحذفِ الإِضمارَ لأنه لَمَّا لم يُذكر الفاعلُ لفظاً سُمِّي ذلك حَذْفاً . الرابع : أن يكونَ الفاعلُ ضميرَ " فتى " . الخامس : أن يكون الفاعلُ ضميرَ " إبراهيمُ " . وهذان الوجهان يؤيِّدان ما ذكَرْتُ من أنه قد يكون مرادُ القائلِ بحذفِ الفاعل إنما هو الإِضمارُ . السادس : أنَّ " فَعَلَه " ليس فعلاً ، بل الفاء حرف عطف دخلَتْ على " عَلَّ " التي أصلها " لعلَّ " حرفَ تَرَجّ . وحَذْفُ اللامِ الأولى ثابتٌ ، فصار اللفظُ فَعَلَّه أي فَلَعَلَّه ، ثم حُذفت اللامُ الأولى وخُفِّفت الثانيةُ . وهذا يُعْزَى للفراء . وهو قولٌ مرغوبٌ عنه وقد اسْتَدَلَّ على مذهبِه بقراءةِ ابنِ السَّمَيْفَع " فَعَلَّه " بتشديدِ اللام وهذه شاذَّةٌ ، لا يُرْجَعُ بالقراءة المشهورة إليها ، وكأن الذي حَمَلَهم على هذا خفاءُ وجهِ صدورِ هذا الكلامِ من النبيِّ عليه السلام . قوله : { إِن كَانُواْ يِنْطِقُونَ } جوابُه محذوفٌ لدلالة ما قبلَه . ومَنْ يجوِّزْ التقديمَ يجعلْ " فسألوهم " هو الجوابَ .