Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 1-1)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ } يجوزُ في هذا المصدرِ وجهان ، أحدهما : أَنْ يكونَ مضافاً لفاعله وذلك على تقديرين . أحدُ التقديرَيْن : أَنْ يكونَ مِنْ زلزل اللازمِ بمعنى تزَلْزَلَ فالتقدير : إنَّ تَزَلْزُلَ الساعةِ . والتقديرُ الثاني : أَنْ يكونَ مِنْ زَلْزَل المتعدِّي ، ويكون المفعولُ محذوفاً تقديرُه : إنَّ زِلْزالَ الساعةِ الناسَ . كذا قَدَّره أبو البقاء . وأحسنُ مِنْ هذا أن يُقَدَّرَ : إنَّ زِلْزالَ الساعةِ للأرض . يَدُلُّ عليه قولُه : { إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأَرْضُ } [ الزلزلة : 1 ] ونسبة التَّزَلْزُلِ أو الزلزال إلى الساعة على سبيل المجاز . الوجه الثاني : أن يكونَ المصدرُ مضافاً الى المفعولِ به ، على طريقةِ الاتِّساع في الظرف كقوله : @ 3368ـ طَبَّاخِ ساعاتِ الكَرَىٰ زادَ الكَسِلْ @@ وقد أوضح الزمخشريُّ ذلك بقولِه : " ولا تَخْلو الساعةُ من أَنْ تكونَ على تقديرِ الفاعلةِ لها ، كأنها هي التي تُزَلْزِلُ الأشياءَ ، على المجازِ الحُكْمي ، فتكونُ الزلزلة مصدراً مضافاً إلى فاعِله ، أو على تقديرِ / المفعولِ فيها على طريقةِ الاتِّساعِ في الظرفِ ، وإجرائه مُجْرَىٰ المفعولِ به ، كقولِه تعالىٰ : { بَلْ مَكْرُ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } [ سبأ : 33 ] .