Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 32-32)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ } : قال الزمخشري : " فإنْ قلتَ : حَقُّ " أَرْسَلَ " أَنْ يَتَعَدَّى بـ " إلى " كأخواتِه التي هي : وَجَّه وأنفذ وبَعَثَ ، فما بالُه عُدِّي في القرآن بـ إلى تارة وبـ في أخرىٰ كقوله { كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِيۤ أُمَّةٍ } [ الرعد : 30 ] ؟ قلت : لم يُعَدَّ بـ " في " كما عُدِّي بـ " إلى " ولم يجعَلْه صلةً مثلَه ، ولكن الأُمَّةَ أو القريةَ جُعِلَتْ مَوْضِعاً للإِرسالِ كقولِ رُؤْبة : @ 3412ـ أرسلْتَ فيها مُصْعباً ذا إقحامِ @@ وقد جاء " بعث " على ذلك كقولِه تعالىٰ : { وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً } [ الفرقان : 51 ] . قوله : { أَنِ ٱعْبُدُواْ } يجوز أَنْ تكونَ المصدريةَ أي : أَرْسَلْناه بأَنِ اعبدوا أي : بقوله اعبدوا ، وأَنْ تكونَ مفسِّرةً . قال الزمخشري : " فإنْ قلتَ : ذَكَر مقالةَ هود في جوابه في سورةِ الأعراف ، وسورة هود ، بغير واو : { قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ } [ الأعراف : 66 ] { قَالُواْ يٰهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ } [ هود : 53 ] وههنا مع الواوِ فأيُّ فَرْقٍ بينهما ؟ قلت : الذي بغيرِ واوٍ على تقديرِ سؤالِ سائلٍ : قال : فماذا قيل له ؟ فقيل له : قالوا : كيتَ وكيتَ . وأمَّا الذي مع الواو فَعَطْفٌ لِما قالوه على ما قاله ، ومعناه أنه اجتمع في الحصول : هذا الحقُّ وهذا الباطلُ ، وشتان ما بينهما " . قلت : ولقائلٍ أَنْ يقولَ : هذا جوابٌ بنفس الواقعِ ، والسؤالُ باقٍ / ؛ إذ يَحْسُنُ أن يُقال : لِمَ لا يُجْعَلْ هنا قولُهم أيضاً جوباً لسؤالِ سائلٍ كما في نظيرتَيْها لو عكس الأمر ؟ .