Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 31-31)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلْيَضْرِبْنَ } : ضَمَّن " يَضْرِبْنَ " معنى يُلْقِيْنَ فلذلك عدَّاه بـ " على " . وقرأ أبو عمروٍ في روايةٍ بكسرِ لامِ الأمرِ . وقرأ طلحة " بخُمْرِهنَّ " بسكونِ الميمِ ، وتسكين فُعُل في الجمع أَوْلَى مِنْ تسكينِ المفردِ . وكَسَر الجيمَ مِنْ " جُيُوْبِهِنَّ " ابنُ كثير والأخَوان وابن ذَكْوان . والغَضُّ : إطباقُ الجَفْنِ بحيث يمنعُ الرؤية . قال : @ 3441ـ فَغُضِّ الطَرْفَ إنَّك مِنْ نُمَيْرٍ فلا كعباً بَلَغْتَ ولا كِلابا @@ والخُمُر : جمع خِمار . وفي القلَّة يُجْمَعُ على " أَخْمِرَة " ، قال امرؤُ القيس : @ 3442ـ وَتَرى الشَّجْراءَ في رَيِّقِهِ كَرُؤوسِ قُطِعَتْ فيها الخُمُرْ @@ والجَيْبُ : ما في طَوْقِ القميصِ ، يبدو منه بعضُ الجَسَدِ . قوله : { غَيْرِ أُوْلِي } قرأ ابن عامر وأبو بكر " غيرَ " نصباً . وفيه وجهان ، أحدُهما : أنَّه استثناءٌ ، والثاني : أنَّه حالٌ ، والباقون " غيرِ " بالجرِّ نعتاً ، أو بدلاً ، أو بياناً ، والإِرْبَةُ : الحاجةُ . وتقدَّم اشتقاقُها في طه . قوله : { مِنَ ٱلرِّجَالِ } حالٌ من " أُولي " , وأمَّا قولُه : " أو الطفلِ الذين " فقد تقدَّم في الحج أن " الطفلَ " يُطْلَقُ عل المثنى والمجموعِ فلذلك وُصِفَ بالجمع . وقيل : لَمَّا قُصِد به الجنسُ رُوْعي فيه الجمعُ فهو كقولِهم : " أهلكَ الناسَ الدينارُ الحُمْرُ والدِّرْهَمُ البيضُ " . و " عَوْرات " جمعُ عَوْرَة وهو : ما يريدُ الإِنسانُ سَتْره من بَدَنِه ، وغَلَبَ في السَّوْءَتين . والعامَّةُ على " عَوْرات " بسكون الواوِ ، وهي لغةُ عامَّةِ العربِ ، سَكَّنوها تخفيفاً ، لحرفِ العلة . وقرأ ابنُ عامر في روايةٍ " عَوَرات " بفتح العين . ونقل ابن خالويه أنها قراءةُ ابن أبي إسحاق والأعمش . وهي لغةُ هُذَيْلِ بن مُدْرِكَة . قال الفراء : " وأنشدَني بعضُهم : @ 3443ـ أخُو بَيَضاتٍ رائِحٌ متأوِّبُ رفيقٌ بمَسحِ المَنْكِبَيْنِ سَبُوحُ @@ وجعلها ابن مجاهد لحناً وخطـأ ، يعني من طريق الرواية ، وإلاَّ فهي لغة ثابتة . قوله : { أَيُّهَا ٱلْمُؤْمِنُونَ } العامَّةُ على فتح الهاء وإثباتِ ألفٍ بعد الهاء ، وهي " ها " التي للتنبيه . وقرأ ابن عامر هنا وفي الزخرف { يٰأَيُّهَا ٱلسَّاحِرُ } [ الآية : 49 ] ، في الرحمن { أَيُّهَا ٱلثَّقَلاَنِ } [ الآية : 31 ] بضم الهاء وصلاً ، فإذا وَقَفَ سَكَّن . ووجْهُها : أنه لَمَّا حُذِفَتِ الألفُ لالتقاءِ الساكنين اسْتُخِفَّتْ الفتحةُ على حرفٍ خَفِيّ فَضُمَّتْ الهاءُ إتباعاً . وقد رُسِمَتْ هذه المواضعُ الثلاثةُ دونَ ألفٍ . فوقَفَ أبو عمروٍ والكسائيُّ بألفٍ ، والباقون بدونِها ، إتْباعاً للرَّسْمِ ولموافقةِ الخَطِّ للفظِ ، وثَبَتَتْ في غير هذه المواضعِ حَمْلاً لها على الأصل ، نحو : { يَاأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } [ البقرة : 21 ] ، { يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } [ البقرة : 153 ] وبالجملةِ فالرسمُ سُنَّةُ مُتَّبَعَةٌ .