Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 55-55)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ } : فيه وجهان ، أحدُهما : هو جوابُ قسمِ مضمرٍ أي : أُقْسِم لَيَسْتَخْلِفَنَّهم ويكونُ مفعولُ الوعدِ محذوفاً تقديرُه : وَعَدَهم الاستخلافَ لدلالةِ قوله : { لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ } عليه . والثاني : أَنْ يجريَ " وعد " مَجْرى القسمِ لتحقُّقِه ، فلذلك أُجيب بما يُجاب به القَسَمُ . قوله : { كَمَا ٱسْتَخْلَفَ } أي : استخلافاً كاستخلافهم . والعامَّةُ على بناء " اسْتَخْلَفَ " للفاعل . وأبو بكر بناه للمفعول . فالموصولُ منصوبٌ على الأول ، ومرفوعٌ على الثاني . قوله : { وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ } قرأ ابن كثير وأبو بكرٍ " ولَيُبْدِلَنَّهم " بسكونِ الباءِ وتخفيفِ الدال مِنْ " أَبْدَلَ " . وقد تقدَّم توجيهُها في الكهف في قولِه : { أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا } [ الكهف : 81 ] . قوله : { يَعْبُدُونَنِي } فيه سبعةُ أوجهٍ ، أحدُها : أنه مستأنفٌ أي : جوابٌ لسؤالٍ مقدَّر كأنه قيل : ما بالُهم يُسْتَخْلَفون ويُؤَمَّنون ؟ فقيل : يَعْبُدونني . الثاني : أنه خبرُ مبتدأ مضمرٍ أي : هم يعبدونني . والجملةُ أيضاً استئنافيةٌ تقتضي المدحَ . الثالث : أنه حالٌ مِنْ مفعولِ " وَعَدَ اللهُ " . الرابع : أنه حالٌ مِنْ مفعولُ " لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ " . الخامس : أن يكونَ حالاً مِنْ فاعلِه . السادس : أَنْ يكونَ حالاً مِنْ مفعولِ " لَيُبَدِّلَنَّهُمْ " . السابع : أَنْ يكونَ حالاً مِنْ فاعلِه . قوله : { لاَ يُشْرِكُونَ } يجوزُ أَنْ يكونَ مستأنفاً ، وأن يكونَ حالاً مِنْ فاعلِ " يَعْبُدُونَنِي " أي : يَعْبُدونني مُوَحِّدين ، وأن يكونَ بدلاً من الجملةِ التي قبلَه الواقعةِ حالاً وقد تَقَدَّم ما فيها .