Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 40-40)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَنَاْ آتِيكَ } : يجوزُ أَنْ يكونَ فعلاً مضارعاً ، فوزنُه أفْعِلُ نحو : أَضْرِبُ ، والأصل أَأْتِيْك بهمزتين ، فَأُبْدلت الثانيةُ ألفاً ، وأن يكونَ اسمَ فاعِلٍ ، وزنُه فاعِل والألفُ زائدةٌ ، والهمزةُ أصليةٌ عكسُ الأول . وأمالَ حمزةُ " آتِيْكَ " في الموضعين من هذه السورةِ بخلافٍ عن خَلاَّد . قوله : { طَرْفُكَ } : فيه وجهان ، أحدُهما : أنه الجَفْنُ . عَبَّر به عن سُرْعةِ الأمرِ . وقال الزمخشري : " هو تحريكُ أجفانِك إذا نظرْتَ فوُضِعَ مَوْضِعَ النظرِ " . والثاني : أنه بمعنىٰ المَطْروفِ أي : الشيء الذي تَنْظُره . والأولُ هو الظاهرُ ؛ لأنَّ الطَّرْفَ قد وُصِفَ بالإِرسال في قولِه : @ 3571ـ وكنتَ متى أرسَلْتَ طرفَك رائداً لقلبِك يوماً أَتْعَبَتْكَ المناظِرُ رأيتُ الذي لا كلُّه أنت قادِرٌ عليه ولا عَنْ بَعْضِه أنتَ صابرُ @@ قوله : { مُسْتَقِرّاً } حالٌ لأنَّ الرؤيةَ بَصَريةٌ . و " عنده " معمولٌ له . لا يُقال : إذا وقع الظرفُ حالاً وَجَبَ حَذْفُ متعلَّقِه فكيف ذُكِرَ هنا ؟ لأنَّ الاستقرارَ هنا ليس هو ذلك الحصولَ المطلقَ بل المرادُ به هنا الثابتُ الذي لا / يَتَقَلْقَلُ ، قاله أبو البقاء . وقد جَعَلَه ابنُ عطيةَ هو العاملَ في الظرفِ الذي كان يجبُ حَذْفُه فقال : " وظهرَ العاملُ في الظرفِ مِنْ قولِه " مُسْتَقرًّا " وهذا هو المقدَّرُ أبداً مع كلِّ ظرفٍ جاء هنا مُظْهَراً ، وليس في كتابِ اللهِ مثلُه " . وما قاله أبو البقاءِ أحسنُ . على أنَّه قد ظهرَ العاملُ المُطْلَقُ في قولِه : @ 3572ـ … فأنتَ لدىٰ بُحْبُوْحَةِ الهَوْنِ كائنُ @@ وقد تقدَّم ذلك مُحقَّقاً في أولِ الفاتحة ، فعليكَ بالالتفاتِ إليه . قوله : { أَأَشْكُرُ } مُعَلِّقُ " لِيَبْلُوَني " و " أم " متصلةٌ ، وكذلك قولُه { نَنظُرْ أَتَهْتَدِيۤ أَمْ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لاَ يَهْتَدُونَ } [ النمل : 41 ] . قوله : { وَمَن شَكَرَ } { وَمَن كَفَرَ } يُحْتمل أَنْ تكونَ " مَنْ " شرطيةً أو موصولةً مُضَمَّنَةً معنىٰ الشرطِ ، فلذلك دَخَلَتِ الفاءُ في الخبر . والظاهرُ : أنَّ جوابَ الشرطِ الثاني أو خبرَ الموصولِ قولُه : { فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } ولا بدَّ حينئذٍ مِنْ ضميرٍ يعودُ على " مَنْ " تقديرُه : غنيٌّ عن شكرِه . وقيل : الجوابُ محذوفٌ تقديرهُ : فإنَّما كفرُه عليه ؛ لدلالةِ مقابلِهِ وهو قولُه : { فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } عليه .