Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 82-82)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَيْكَأَنَّ ٱللَّهَ } : و " ويْكَأنَّه " فيه مذاهبُ منها : أنَّ " وَيْ " كلمةٌ برأسِها وهي اسمُ فعلٍ معناها أَعْجَبُ أي أنا . والكافُ للتعليل ، وأنَّ وما في حَيِّزها مجرورةٌ بها أي : أَعْجب لأنه لا يفلحُ الكافرون ، وسُمِع " كما أنه لا يَعْلَمُ غفر اللهُ له " . وقياسُ هذا القولِ أَنْ يُوْقَفَ على " وَيْ " وحدها ، وقد فعل ذلك الكسائيُّ . إلاَّ أنه يُنْقل عنه أنه يُعتقدُ في الكلمةِ أنَّ أصلَها : وَيْلَكَ كما سيأتي ، وهذا يُنافي وَقْفَه . وأنشد سيبويه : @ 3628ـ وَيْ كأنْ مَنْ يكنْ له نَشَبٌ يُحْــ ــبَبْ ومَنْ يَفْتَقِرْ يَعِشْ عيشَ ضُرِّ @@ الثاني : قال بعضهم : قوله : " كأنَّ " هنا للتشبيه ، إلاَّ أنه ذهب منها معناه ، وصارت للخبرِ واليقين . وأنشد : @ 3629ـ كأنني حين أُمْسِي لا تُكَلِّمُني مُتَيَّمٌ يَشْتهي ما ليس موجودا @@ وهذا أيضاً يناسِبُه الوقفُ على " وَيْ " . الثالث : أنَّ " وَيْكَ " كلمةٌ برأسِها ، والكافَ حرفُ خطابٍ ، و " أنَّ " معمولٌه محذوفٌ أي : أعلمُ أنه لا يُفْلِحُ . قاله الأخفش . وعليه قولُه : @ 3630ـ ألا وَيْكَ المَسَرَّةُ لا تَدُوْمُ ولا يَبْقى على البؤسِ النعيمُ @@ وقال عنترةُ : @ 3631ـ ولقد شَفَى نفسي وأَبْرَأَ سُقْمَها / قيلُ الفوارسِ وَيْكَ عنترَ أَقْدمِ @@ وحقُّه أَنْ يقفَ على " وَيْكَ " وقد فعله أبو عمرو بن العلاء . الرابع : أنَّ أصلَها وَيْلك فحذف . وإليه ذهب الكسائيُّ ويونس وأبو حاتم . وحقُّهم أَنْ يقفوا على الكافِ كما فعل أبو عمرٍو . ومَنْ قال بهذا استشهد بالبيتين المتقدمين ؛ فإنه يُحتمل أَنْ يكونَ الأصلُ فيهما : وَيْلَكَ ، فحذف . ولم يُرسَمْ في القرآن إلاَّ : وَيْكأنَّ ، ويْكَأنَّه متصلةً في الموضعين ، فعامَّةُ القراءِ اتَّبعوة الرسمَ ، والكسائيُّ وقف على " وَيْ " ، وأبو عمرٍو على وَيْكَ . وهذا كلُّه في وَقْفِ الاختبارِ دونَ الاختيارِ كنظائرَ تقدَّمَتْ . الخامس : أنَّ " وَيْكأنَّ " كلَّها كلمةٌ متصلةٌ بسيطةٌ ، ومعناها : ألم تَرَ ، ورُبَّما نُقِل ذلك عن ابن عباس . ونَقَلَ الكسائيُّ والفراء أنها بمعنىٰ : أما ترى إلى صُنْعِ الله . وحكى ابن قتيبة أنها بمعنى : رَحْمَةً لك ، في لغة حِمْير . قوله : { لَوْلاۤ أَن مَّنَّ } قرأ الأعمشُ " لولا مَنَّ " بحذفِ " أنْ " وهي مُرادةٌ ؛ لأنَّ " لولا " هذه لا يَليها إلاَّ المبتدأُ . وعنه " مَنُّ " برفع النونِ وجَرِّ الجلالةِ وهي واضحةٌ . قوله : { لَخَسَفَ } حفص : " لَخَسَفَ " مبنياً للفاعل أي : الله تعالى . والباقون ببنائِه للمفعولِ . و " بنا " هو القائمُ مَقامَ الفاعلِ . وعبد الله وطلحةُ " لا نْخُسِفَ بنا " أي : المكان . وقيل : " بنا " هو القائمُ مَقامَ الفاعلِ ، كقولك " انقُطِع بنا " وهي عبارةٌ … وقيل : الفاعلُ ضميرُ المَصدرِ أي : لا نخسَفَ الانخسافَ ، وهي عِيٌّ أيضاً . وعن عبدِ الله " لَتُخُسِّفَ " بتاءٍ من فوقُ وتشديدِ السين مبنياً للمفعولِ ، و " بنا " قائمةٌ مقامَه .