Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 152-152)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { صَدَقَكُمُ } : " صَدَقَ " يتعدَّى لاثنين ، أحدهما بنفسِه والآخرُ بالحرفِ ، وقد يُحْذَفُ كهذهِ الآيةِ ، والتقدير : صَدَقَكم في وعدِه كقولهم : " صدقتُه الحديث " ، و " في الحديث " . و " إذ تَحُسُّونهم " معمولٌ لـ " صَدَقَكم " أي : صَدَقَكم في ذلك الوقت ، وهو وقتُ حَسِّهم أي قَتْلِهم . وأجاز أبو البقاء أن يكون معمولاً للوعد في قوله : " وعدَه " ، وفيه نظرٌ لأنَّ الوعدَ متقدم على هذا الوقت . يقال : " حَسَسْتُه أَحُسُّه " أي : قتلتُه . وقرأ أبو عبيد : " تُحِسُّونهم " رباعياً أي : أذهبتم حِسَّهم بالقتل . و " بإذنه " متعلِّقٌ بمحذوفٍ لأنه حال من فاعل " تُحِسُّونهم " أي : تقتلونهم مأذوناً لكم في ذلك / . قوله : { حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ } في " حتى " هذه قولان ، أحدهما : أنها حرف جر بمعنى " إلى " وفي متعلَّقها حينئذ ثلاثة أوجه : أحدها : أنها متعلقةٌ بـ " تَحُسُّونهم " أي : تقتلونهم إلى هذا الوقت . والثاني : أنها متعلقةٌ بـ " صدقكم " ، وهو ظاهرُ قول الزمخشري قال : " ويجوز أن يكونَ المعنى : صَدَقَكم اللهُ وعدَه إلى وقت فشلكم " . والثالث : أنها متعلقةٌ بمحذوفٍ دَلَّ عليه السياق ، قال أبو البقاء : " تقديره : دامَ لكم ذلك إلى وقتِ فشلكم " . القول الثاني : أنها حرفُ ابتداءٍ داخلةٌ على الجملة الشرطية ، و " إذا " على بابها من كونها شرطية ، وفي جوابها حينئذ ثلاثة أوجه ، أحدها : أنه " وتنازعتم " قال الفراء : " وتكونُ الواوُ زائدةً " . والثاني : أنه " ثُمَّ صَرَفَكُم " و " ثُمَّ " زائدةٌ ، وهذا القولان ضعيفان جداً . والثالث وهو الصحيح ـ : أنه محذوفٌ ، واختلفت عبارتهم في تقديره ، فقدَّره ابن عطية : " انهزمتم " ، وقَدَّره الزمخشري : " مَنَعَكم نَصْرَه " ، وقَدَّره أبو البقاء : " بان لكم أمرُكم " ، ودل على ذلك قوله : { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ } ، وقَدَّره غيره : " امتُحِنْتُم " ، وقَدَّره الشيخ : " انقسمتم إلى قسمين ، وَيَدُلُّ عليه ما بعده ، وهو نظير : { فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ } [ لقمان : 32 ] . قال الشيخ : " لا يُقال كيف يقال : انقسمتم إلى مريدِ الدنيا وإلى مريد الآخرة فيمَنْ فَشِل وتنازع وعصى ؛ لأنَّ هذه : الأفعالَ لم تصدُرْ من كلِّهم بل من بعضِهم " . واختلفوا في " إذا " هذه ، هل هي على بابها أم بمعنى " إذ " ؟ والصحيح الأول سواءً قلنا إنها شرطيةً أم لا . قوله : { ثُمَّ صَرَفَكُمْ } عطفٌ على ما قبله ، والجملتان من قوله : { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ } اعتراضٌ بين المتعاطفين . وقال أبو البقاء : " ثم صرفكم " معطوفٌ على الفعل المحذوف " يعني الذي قَدَّره جواباً للشرط ، ولا حاجة إليه . " وليبتليَكم " متعلِّقٌ بـ " صرفكم " و " أََنْ " مضمرةٌ بعد اللام .