Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 174-174)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قولُه تعالى : { بِنِعْمَةٍ } : فيه وجهان أحدهما : أنها متعلقةٌ بنفس الفعل على أنها باءُ التعدية . والثاني : أنها تتعلَّقُ بمحذوفٍ على أنها حالٌ من الضميرِ في " انقلبوا " والباءُ على هذا للمصاحبةِ كأنه قيل : فانقلبوا ملتبسينَ بنعمةٍ ومصاحبين لها . قوله : { لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوۤءٌ } هذه الجملةٌ في محل نصب على الحال أيضاً ، وفي ذي الحال وجهان أحدهما : أنه فاعلُ " انقلبوا " أي : انقلبوا سالمين من السوء . والثاني : أنه الضميرُ المستكنُّ في " بنعمة " إذا كانت حلاً ، والتقديرُ : فانقلبوا مُنَعَّمين بريئين من السوء ، والعامل فيها العاملُ في " بنعمة " فهما حالان متداخلتان ، والحال إذا وقعت مضارعاً منفياً بـ " لم " وفيها ضميرُ ذي الحال جاز دخولُ الواو وعدمُه ، فمِن الأول قولُه تعالى : { أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ } [ الأنعام : 93 ] وقولُ كعب : @ 1493ـ لا تَأْخُذَنِّي بأقوالِ الوشاةِ ولم أُذْنِبْ وإنْ كَثُرَتْ فِيَّ الأقاويلُ @@ ومن الثاني هذه الآيةُ وقَولُه : { وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً } [ الأحزاب : 25 ] ، وقولُ قيس بن الأسلت : @ 1494ـ وأضرِبُ القَوْنَسَ يوم الوغى بالسيفِ لم يَقْصُرْ به باعِي @@ وبهذا يُعْرف غلط الأستاذ ابن خروف حيث زعم أنه الواو لازمةٌ في مثل هذا ، سواءً كان في الجملة ضميرٌ أم لم يكن . قوله : { وَٱتَّبَعُواْ } يجوز في ِهذه الجملة وجهان ، أحدهما : أنها عطف على " انقلبوا " . والثاني : أنها حال من فاعل " انقلبوا " أيضاً ، ويكونُ على إضمار " قد " أي : وقد اتبعوا .