Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 4-4)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فِي بِضْعِ } : متعلِّقٌ بما قبلَه . وتقدَّم تفسيرُ البِضْع واشتقاقُه في يوسف . وقال الفراء : " الأصلُ في " غَلَبِهم " : غَلَبَتِهم بتاءِ التأنيثِ فَحُذِفت للإِضافة كـ " وإقامَ الصلاةِ " . وغَلَّطه النحاسُ : بأنَّ إقامَ الصلاةِ قد يُقال فيه ذلك لاعتلالِها ، وأمَّا هنا فلا ضرورةَ تَدْعو إليه . وقرأ ابنُ السَّمَيْفَع وأبو حيوة " غَلْبِهم " بسكونِ اللام ، فَتَحْتملُ أَنْ تكونَ تخفيفاً شاذاً ، وأن تكونَ لغةً في المفتوحِ كالظَّعْن والظَّعَن . قوله : { مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ } العامَّةُ على بنائِهما ضمَّاً لقَطْعِهما عن الإِضافة . وأراد بها أي : مِنْ قبل الغَلَبِ ومِنْ بعدِه . أو من قَبْلِ كل أمرٍ ومِنْ بعده . وحكى الفراء كَسْرهما مِنْ غير تنوين . وغَلَّطه النحاسُ ، وقال : " إنما يجوز مِنْ قبلٍ ومِنْ بعدٍ / يعني مكسوراً منوناً " . قلت : وقد قُرِئ بذلك . ووجهُه أنه لم يَنْوِ إضافتَهما فَأَعْرَبهما كقوله : @ 3642 فساغَ لي الشَّرابُ وكنتُ قَبْلاً أَكاد أَغَصُّ بالماءِ القَراحِ @@ [ وقوله : ] @ 3643 ونحنُ قَتَلْنا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ فما شَرِبُوا بَعْداً على لَذَّةٍ خَمْرا @@ وحُكي " مِنْ قبلٍ " بالتنوينِ والجرِّ ، " ومِنْ بعدُ " بالبناءِ على الضم . وقد خَرَّج بعضُهم ما حكاه الفراء على أنه قَدَّر أنَّ المضافَ إليه موجودٌ فتُرِكَ الأولُ بحالِه . وأنشد : @ 3644 ـ … بين ذراعَيْ وَجبْهةِ الأَسَدِ @@ والفرقُ لائحٌ ؛ فإنَّ في اللفظ مِثْلَ المحذوفِ ، على خلافٍ في تقديرِ البيت أيضاً . قوله : " ويومَئذٍ " أي : إذ يغلِبُ الرومُ فارسَ . والناصب لـ " يومَ " " يفرحُ " .