Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 10-10)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِذْ جَآءُوكُمْ } : بدلٌ من " إذ " الأولى . وقرأ الحسنُ " الجَنود " بفتح الجيم . والعامَّةُ بضمِّها . و " جنوداً " عطفٌ على " ريحاً " . و " لم تَرَوْها " صفةٌ لهم . ورُوِي عن أبي عمرو وأبي بكرة " لم يَرَوْها " بياءِ الغَيْبة . قوله : " الحَناجرَ " جمع حَنْجَرة وهي رأسُ الغَلْصَمَة ، والغَلْصَمَةُ مُنتهى الحُلْقوم ، والحُلْقُوْمُ مَجْرى الطعامِ والشرابِ . وقيل : الحُلْقُوم مَجْرى النَّفَس ، والمَرِي : مَجْرى الطعام والشراب وهو تحت الحُلْقوم . وقال الراغب : " رأسُ الغَلْصَمَة من خارج " . وقوله : " الظنونا " قرأ نافع وابنُ عامر وأبو بكر بإثبات ألفٍ بعد نون " الظُّنونا " ولامِ " الرسول " في قوله : { وَأَطَعْنَا ٱلرَّسُولاَ } [ الأحزاب : 66 ] ولام " السَّبيل " في قوله : { فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ } [ الأحزاب : 67 ] وَصْلاً ووَقْفاً موافقةً للرسمِ ؛ لأنهنَّ رُسِمْنَ في المصحف كذلك . وأيضاً فإنَّ هذه الألفَ تُشْبه هاءَ السكتِ لبيانِ الحركة ، وهاءُ السكتِ تَثْبُتُ وقفاً ، للحاجة إليها . وقد ثَبَتَتْ وصلاً إجراءً للوصل مُجْرى الوقف كما تقدَّم في البقرة والأنعام . فكذلك هذه الألفُ . وقرأ أبو عمروٍ وحمزةُ بحَذْفِها في الحالَيْن ؛ لأنها لا أصلَ لها . وقولُهم : " أُجْرِيَتْ الفواصلُ مُجْرى القوافي " غيرُ مُعْتَدٍّ به ؛ لأنَّ القوافي يَلزَمُ الوقفُ عليها غالباً ، والفواصلُ لا يَلْزَمُ ذلك فيها فلا تُشَبَّهُ بها . والباقون بإثباتِها وَقْفاً وحَذْفِها وَصْلاً إجراءً للفواصلُ مُجْرى القوافي في ثبوتِ ألفِ الإِطلاق كقولِه : @ 3676 اسْتأثَرَ اللَّهُ بالوفاءِ وبالـ ـعَدْلِ ووَلَّى المَلامَةَ الرَّجُلا @@ وقوله : @ 3677 أقِلِّي اللومَ عاذلَ والعِتابا وقُولي إن أَصَبْتُ لقد أصابا @@ ولأنها كهاءِ السكت ، وهي تَثْبُتُ وقفاً وتُخَفَّفُ وصلاً . قلت : كذا يقولون تشبيهاً للفواصلِ بالقوافي ، وأنا لا أحب هذه العبارةَ فإنها مُنْكَرَة لفظاً ولا خلافَ في قوله : { وَهُوَ يَهْدِي ٱلسَّبِيلَ } [ الأحزاب : 4 ] أنه بغيرِ ألفٍ في الحالين . قوله : " هنالك " منصوبٌ بـ " ابْتُلِيَ " وقيل : بـ " تَظُنُّون " . واسْتَضْعَفَه ابنُ عطية . وفيه وجهان ، أظهرهما : أنه ظرفُ مكانٍ / بعيدٍ أي : في ذلك المكان الدَّحْضِ وهو الخندقُ . الثاني : أنه ظرفُ زمانٍ ، وأنشد بعضُهُم على ذلك : @ 3678 وإذا الأمورُ تَعاظَمَتْ وتشاكَلَتْ فهناك يَعْتَرفون أين المَفْزَعُ @@ قوله : " وزُلْزِلُوا " قرأ العامَّةُ بضمِّ الزاي الأولى وكسرِ الثانية على أصل ما لم يُسَمَّ فاعلُه . ورَوَى غيرُ واحدٍ عن أبي عمروٍ كَسْرَ الأولى . وروى الزمخشريُّ عنه إشمامَها كسراً . ووجهُ هذه القراءةِ أَنْ يكونَ أتبعَ الزايَ الأولى للثانيةِ في الكسرِ ، ولم يَعْتَدَّ بالساكنِ لكونِه غيرَ حصينٍ ، كقولهم : " مِنْتِن " بكسرِ الميم ، والأصل ضمُّها . قوله : " زِلْزالاً " مصدر مُبَيِّنٌ للنوعِ بالوصف . والعامَّةُ على كسر الزاي . وعيسى والجحدري فتحاها . وهما لغتان في مصدرِ الفعل المضعَّفِ إذا جاء على فِعْلال نحو : زِلْزال وقِلْقال وصِلْصال . وقد يُراد بالمفتوح اسمُ الفاعل نحو : صَلْصال بمعنى مُصَلْصِل ، وزَلزال بمعنى مُزَلْزِل .