Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 21-21)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أُسْوَةٌ } : قرأ عاصم بضمِّ الهمزة حيث وقعَتْ هذه اللفظةُ . والباقون بالكسر . وهما لغتان كالعِدْوَة والعُدْوَة ، والقِدوة والقُدْوَة . والأُسْوة بمعنى الاقتداء . وهي اسمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ المصدرِ وهو الائْتِساء ، فالأُسْوَةُ من الائتساء كالقُدْوة من الاقتداء . وائْتَسَى فلانٌ بفلانٍ أي اقتدى به . و " أسوةٌ " اسمُ " كان " . وفي الخبرِ وجهان ، أحدهما : هو " لكم " فيجوزُ في الجارِّ الآخرِ وجوهٌ : التعلُّقُ بما يتعلَّقُ به الخبرُ ، أو بمحذوفٍ على أنه حالٌ مِنْ " أُسْوَة " ، إذ لو تأخَّر لكان صفةً ، أو بـ " كان " على مذهبِ مَنْ يراه . والثاني : أنَّ الخبرَ هو { فِي رَسُولِ ٱللَّهِ } ، و " لكم " على ما تَقَدَّم في { فِي رَسُولِ ٱللَّهِ } ، أو تتعلَّقُ بمحذوفٍ على التبيين أي : أَعْني لكم . قوله : { لِّمَن كَانَ يَرْجُو } فيه أوجهٌ ، أحدها : أنه بدلٌ من الكافِ في " لكم " ، قاله الزمخشري . وقد منعه أبو البقاء . وتابعه الشيخُ . قال أبو البقاء : " وقيل : هو بدلٌ مِنْ ضمير المخاطبِ بإعادةِ الجارِّ . ومَنَعَ منه الأكثرون ؛ لأنَّ ضميرَ المخاطبِ لا يُبْدَلُ مِنْه " . وقال الشيخُ : " قال الزمخشريُّ : بدلٌ من " لكم " كقولِه : { لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ } [ الأعراف : 75 ] قال : " ولا يجوزُ على مذهب جمهورِ البصريين أن يُبْدَلَ من ضميرِ المتكلم ولا من ضمير المخاطب بدلُ شيءٍ مِنْ شيءٍ ، وهما لعينٍ واحدةٍ . وأجاز ذلك الكوفيون والأخفش . وأنشد : @ 3686 بكم قُرَيْشٍ كُفِيْنا كلَّ مُعْضِلَةٍ وأَمَّ نَهْجَ الهُدى مَنْ كان ضِلِّيلا @@ قلت : لا نُسَلِّمُ أنَّ هذا بدلُ شيءٍ مِنْ شيءٍ وهما لعينٍ واحدة ، بل بدلُ بعضٍ مِنْ كل باعتبارِ الواقع ؛ لأنَّ الخطابَ في قولِه " لكم " أَعَمُّ مِنْ { مَن كَانَ يَرْجُو ٱللَّهَ } وغيرِه ، ثم خَصَّصَ ذلك العمومَ لأنَّ المتأسِّيَ به عليه السلام في الواقعِ إنما هم المؤمنون . ويَدُلُّك على ما قلتُه ظاهرُ تشبيهِ الزمخشريِّ هذه الآيةَ بآيةِ الأعراف ، وآيةُ الأعرافِ البدلُ فيها بدلُ كل مِنْ كل . ويُجاب : بأنَّه إنما قَصَد التشبيهَ في مجردِ إعادةِ العاملِ . والثاني : أَنْ يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنه صفةٌ لـ " حَسَنةٌ " . الثالث : أَنْ يتعلَّقَ بنفس " حَسَنة " قالهما أبو البقاء . ومَنَعَ أَنْ يَتَعَلَّقَ بـ " أُسْوَة " قال : " لأنها قد وُصِفَتْ " . و " كثيراً " أي : ذِكْراً كثيراً .