Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 19-19)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { رَبَّنَا } : العامَّةُ بالنصبِ على النداء . وابن كثيرٍ وأبو عمروٍ وهشام " بَعِّدْ " بتشديدِ العَيْنِ فعلَ طلبٍ . والباقون " باعِدْ " طلباً أيضاً من المفاعلة بمعنى الثلاثي . وقرأ ابنُ الحنفية وسفيان بن حسين وابن السَّمَيْفع " بَعُدَ " بضم العين فعلاً ماضياً . والفاعلُ المَسِيْرُ أي : بَعُدَ المَسِيْرُ . و " بَيْنَ " ظرفٌ . وسعيد بن أبي الحسن كذلك إلاَّ أنَّه ضَمَّ نونَ " بين " جعله فاعلَ " بَعُدَ " ، فأخرجه عن الظرفية كقراءةِ " تَقَطَّع بينكُم " رفعاً . فالمعنى على القراءةِ المتضمِّنةِ للطلبِ يكونُ المعنى : أنهم أَشِرُوا وبَطِرُوا ؛ فلذلك طلبوا بُعْدَ الأسفارِ . وعلى القراءة المتضمِّنة للطلبِ يكونُ المعنى : أنهم أَشِرُوا وبَطِرُوا ؛ فلذلك طلبوا بُعْدَ الأسفارِ . وعلى القراءة المتضمِّنة للخبرِ الماضي يكونُ شكوى مِنْ بُعْدِ الأسفار التي طلبوها أيضاً . وقرأ جماعةٌ كثيرةٌ منهم ابن عباس وابن الحنفية وعمرو بن فائد " ربُّنا " رفعاً على الابتداءِ ، " بَعِّدْ " بتشديد العين فعلاً ماضياً خبرُه . وأبو رجاءٍ والحسنُ ويعقوب كذلك إلاَّ أنه " باعَدَ " بالألف . والمعنى على هذه القراءة : شكوى بُعْدِ أسفارِهم على قُرْبها ودُنُوِّها تَعَنُّتاً منهم . وقُرِئ " بُوعِدَ " مبنياً للمفعول . وإذا نصَبْتَ " بينَ " بعد فعلٍ متعدٍّ مِنْ هذه المادةِ في إحدى هذه القراءاتِ سواءً كان أمراً أم ماضياً فجعله الشيخ منصوباً على المفعول به لا ظرفاً . قال : " ألا ترى إلى قراءةِ مَنْ رفع كيف جَعَلَه اسماً " ؟ قلت : إقرارُه على ظرفيَّتِه أَوْلَى ، ويكون المفعولُ محذوفاً ، تقديره : بَعِّدِ السيرَ بينَ أسفارِنا . ويَدُلُّ على ذلك قراءةُ " بَعُدَ " بضم العين " بينَ " بالنصب ، فكما تُضْمِرُ هنا الفاعلَ وهو ضميرُ السَّيْرِ كذلك تُبْقي هنا " بينَ " على بابِها ، وتَنْوي السيرَ . وكان هذا أَوْلى ؛ لأنَّ حَذْفَ المفعولِ كثيرٌ جداً لا نِزاع فيه ، وإخراجُ الظرفِ غير المتصرِّفِ عن ظرفيتِه فيه نزاعٌ كثيرٌ ، وتحقيقُ هذا والاعتذارُ عن رفعِ " بينكم " مذكورٌ في الأنعام . وقرأ العامَّةُ " أَسْفارِنا " جمعاً . وابن يعمر " سَفَرِنا " مفرداً .