Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 6-6)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَيَرَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } : فيه وجهان ، أحدهما : أنه عطفٌ على " ليَجْزِيَ " قال الزمخشري : " أي : وليعلمَ الذين أُوتُوا العِلْمَ عند مجيءِ الساعة " . قلت : إنما قَيَّده بقولِه : " عند مجيءِ السَّاعةِ " لأنه عَلَّق " ليجزيَ " بقوله : " لتأتينَّكم " ؛ فبنى هذا عليه ، وهو من أحسنِ ترتيب . والثاني : أنه مستأنَفٌ أخبر عنهم بذلك ، و " الذي أُنْزِلَ " هو المفعول الأولُ و " هو " فصلٌ و " الحقَّ " مفعولٌ ثانٍ ؛ لأنَّ الرؤيةَ عِْلمية . وقرأ ابن أبي عبلة " الحقُ " بالرفع على أنه خبرُ " هو " . والجملةُ في موضعِ المفعول الثاني وهو لغةُ تميمٍ ، يجعلون ما هو فصلٌ مبتدأً ، و " مِنْ رَبِّك " حالٌ على القراءتين . قوله : " ويَهْدِي " فيه أوجهٌ ، أحدها : أنه مستأنفٌ . وفي فاعله احتمالان ، أظهرهما : أنه ضميرُ الذي أُنْزِل . والثاني : ضميرُ اسمِ الله ويَقْلَقُ هذا لقولِه إلى صراط العزيز ؛ إذ لو كان كذلك لقيل : إلى صراطه . ويُجاب : بأنه مِنْ الالتفاتِ ، ومِنْ إبرازِ المضمر ظاهراً تنبيهاً على وَصْفِه بها بين الصفتين . الثاني من الأوجه المتقدمة : أنه معطوفٌ / على موضع " الحقَّ " و " أَنْ " معه مضمرةٌ تقديره : هو الحقَّ والهداية . الثالث : أنه عطفٌ على " الحق " عطفُ فعلٍ على اسم لأنه في تأويلِه كقوله تعالى : { صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ } [ الملك : 19 ] أي : وقابضاتٍ ، كما عُطِفَ الاسمُ على الفعلِ لأن الفعلَ بمعناه . كقول الشاعر : @ 3715 فأَلْفَيْتُه يوماً يُبير عدوَّه وبحرَ عطاءٍ يستخِفُّ المعابرا @@ كأنه قيل : ولِيَروْه الحقَّ وهادياً . الرابع : أنَّ " ويَهْدي " حالٌ من " الذي أُنْزِل " ، ولا بُدَّ من إضمارِ مبتدأ أي : وهو يَهْدي نحو : @ 3716 ـ … نَجَوْتُ وأَرْهَنُهُمْ مالِكا @@ وهو قليلٌ جداً .