Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 40-40)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَرَأَيْتُمْ } : فيها / وجهان ، أحدهما : أنها ألفُ استفهامٍ على بابِها ، ولم تتضمَّنْ هذه الكلمةُ معنى أَخْبِروني ، بل هو استفهامٌ حقيقيٌّ . وقوله : " أَرُوْني " أمرُ تَعْجيزٍ . والثاني : أنَّ الاستفهامَ غيرُ مُرادٍ ، وأنها ضُمِّنَتْ معنى أَخْبروني . فعلى هذا تتعدَّى لاثنين ، أحدُهما : " شركاءَكم " ، والثاني : الجملةُ الاستفهاميةُ مِنْ قولِه : " ماذا خَلَقوا " . و " أَرُوْني " يُحتمل أَنْ تكونَ جملةً اعتراضيةً . الثاني : أَنْ تكونَ المسألةُ مِنْ بابِ الإِعمالِ ، فإنَّ " أَرَأَيْتُمْ " يطلبُ " ماذا خَلَقُوا " مفعولاً ثانياً ، و " أَرُوْني " أيضاً يطلبُه مُعَلِّقاً له ، وتكونُ المسألةُ مِنْ بابِ إعمال الثاني على مختار البصريين ، و " أَروني " هنا بَصَرِيَّةٌ تعدَّتْ للثاني بهمزةِ النقلِ ، والبصَريةُ قبل النقلِ تُعَلَّقُ بالاستفهامِ كقولِهم : " أما ترى أيُّ بَرْقٍ ههنا " ؟ وقد تقدَّم الكلامُ على " أَرَأَيْتُمْ " هذه في الأنعامِ مشبعاً . وقال ابنُ عطية هنا : " إنَّ أرأيتُمْ يَتَنَزَّلُ عند سيبويهِ مَنْزِلةَ أَخْبروني ؛ ولذلك لا يَحْتاج إلى مَفْعولين " . وهو غَلَطٌ بل يَحْتاجُ كما تقدَّم تقريرُه . وجَعَلَ الزمخشريُّ الجملةَ مِنْ قولِه : " أَرُوْني " بدلاً مِنْ قولِه " أَرَأَيْتُمْ " قال : " لأنَّ معنى أَرَأَيْتُمْ أَخْبروني " . وردَّه الشيخ : بأنَّ البدلَ مِمَّا دَخَلَتْ عليه أداةُ الاستفهامِ يَلْزَم إعادتُها في البدلِ ولم تُعَدْ هنا . وأيضاً فإبدالُ جملةٍ مِنْ جملةٍ لم يُعْهَدْ في لسانِهم . قلت : والجوابُ عن الأولِ : أنَّ الاستفهامَ فيه غيرُ مرادٍ قطعاً فلم تَعُدْ أداتُه لعدمِ إرادتِه . وأمَّا قولُه : " لم يُوْجَد في لسانِهم " فقد وُجِدَ . ومنه : @ 3770 متى تَأْتِنا تُلْمِمْ بنا … … @@ البيت . [ وقولُه : ] @ إنَّ عليَّ اللَّهَ أن تُبايِعا تُؤْخَذَ كَرْهاً … @@ البيت . وقد نَصَّ النَّحْوِيون : على أنَّه متى كانت الجملةُ في معنى الأولِ ومُبَيِّنةً لها أُبْدِلَتْ منها . قوله : { فَهُمْ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ } الضميرُ في " آتَيْناهم " و " فهم " الأحسنُ أَنْ يعودَ على الشركاء لتتناسَقَ الضمائرُ . وقيل : يعودُ على المشركين ، فيكونُ التفاتاً مِنْ خطابٍ إلى غَيْبة . وقرأ أبو عمروٍ وحمزةُ وابن كثير وحفصٌ " بَيِّنَةٍ " بالإِفراد . والباقون " بَيِّناتٍ " بالجمع . و " إنْ " في " إنْ يَعِدُ " نافيةٌ .