Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 161-161)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَا تَعْبُدُونَ } : فيه وجهان ، أحدُهما : أنه معطوفٌ على اسم " إنَّ " . و " ما " نافيةٌ ، و " أنتم " اسمُها أو مبتدأٌ ، و " أنتم " فيه تغليبُ المخاطبِ على الغائبِ ؛ إذ الأصلُ : فإنكمُ ومعبودَكم ما أنتم وهو ، فغُلِّب الخطابُ . و " عليه " متعلقٌ بقوله : " بفاتِنين " . والضميرُ عائدٌ على " ما تعبدون " بتقديرِ حَذْفِ مضافٍ وضُمِّنَ فاتنين معنى حاملين بالفتنة والتقدير : فإنكم وآلهتكم ، ما أنتم وهم حامِلين على عبادته إلاَّ الذين سَبَقَ في عِلْمه أنَّه من أهل صَلْيِ الجحيم . فَمَنْ مفعولٌ بـ " فاتِنين " والاستثناءُ مفرغٌ . والثاني : أنه مفعولٌ معه ، وعلى هذا فيَحْسُنُ السكوتُ على " تعبدون " كما يَحْسُن في قولك : " إنَّ كلَّ رجلٍ وضَيْعَتَه " ، وحكى الكسائيُّ أن كلَّ ثوبٍ وثمنَه والمعنى : أنكم مع معبودِيْكم مُقْتَرنون . كما يُقَدَّر ذلك في " كلُ رجلٍ وضَيْعَتُه مقترنان " . وقولُه : { مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ } مستأنفٌ أي : ما أنتم على ما تعبدون بفاتنين ، أو بحاملين على الفتنة ، إلاَّ مَنْ هو صالٍ منكم . قالها الزمخشريُّ . إلاَّ أنَّ أبا البقاء ضَعَّفَ الثاني : وكذا الشيخُ تابعاً له في تضعيفِه بعَدَم تَبَادُرِهِ إلى الفهم . قلت : الظاهرُ أنه معطوفٌ ، واستئنافُ { مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ } غيرُ واضحٍ ، والحقُّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ . وجَوَّزَ الزمخشريُّ أَنْ يعودَ الضمير في " عليه " على اللَّهِ تعالى قال : " فإنْ قلتَ : كيف يَفْتِنُونهم على الله ؟ قلت : يُفْسِدونهم عليه بإغوائهم ، مِنْ قولِك : فتن فلانٌ على فلانٍ امرأتَه ، كما تقول : أَفْسَدها عليه وخَيَّبها عليه " .