Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 65-65)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { رُءُوسُ ٱلشَّيَاطِينِ } : فيه وجهان ، أحدهما : أنه حقيقةٌ ، وأنَّ رؤوسَ الشياطينِ شجرٌ بعينِه بناحيةِ اليمن يُسَمَّى " الأسْتَن " وقد ذكره النابغةُ : @ 3812 تَحِيْدُ عن أَسْتَنٍ سُوْدٍ أسافِلُها مثلَ الإِماءِ الغوادي تَحْمِل الحُزَمَا @@ وهو شجرُ مُرٌّ منكَرُ الصورةِ ، سَمَّتْه العربُ بذلك تشبيهاً برؤوس الشياطين في القُبْح ثم صار أصلاً يُشَبَّه به . وقيل : الشياطين صِنْفٌ من الحَيَّاتِ ، ولهنَّ أعْراف . قال : @ 3813 عُجَيِّزٌ تَحْلِفُ حينَ أَحْلِفُ كمثلِ شيطان الحَماطِ أَعْرَفُ @@ وقيل : وهو شجرٌ يقال له الصَّوْمُ ، ومنه قولُ ساعدةَ بن جُؤَيَّة : @ 3814 مُوَكَّلٌ بشُدُوْفِ الصَّوْم يَرْقُبها من المَغَارِبِ مَخْطوفُ الحَشَا زَرِمُ @@ فعلى هذا قد خُوْطِبَ العربُ بما تَعْرِفُه ، وهذه الشجرةُ موجودةٌ فالكلامُ حقيقةٌ . والثاني : أنَّه من بابِ التَّخْييل والتمثيل . وذلك أنَّ كلَّ ما يُسْتَنْكَرُ ويُسْتَقْبَحُ في الطِّباعِ والصورةِ يُشَبَّه بما يتخيَّله الوهمُ ، وإن لم يَرَه . والشياطين وإن كانوا موجودين غيرَ مَرْئِيَّين للعرب ، إلاَّ أنه خاطبهم بما أَلِفوه من الاستعارات التخييلية ، كقوله : @ 3815 ـ … ومَسْنُوْنَةٌ زُرْقٌ كَأَنْيابِ أَغْوالِ @@ ولم يَرَ أنيابَها ، بل ليسَتْ موجودة البتةَ .