Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 23-23)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { كِتَاباً } : فيه وجهان ، أظهرهما : أنه بدلٌ مِنْ " أحسنَ الحديث " . والثاني : أنه حالٌ منه . قال الشيخ - لَمَّا نقله عن الزمخشري - : " وكأنَّه بناءً على أنَّ " أَحْسَن الحديث " معرفةٌ لإِضافتِه إلى معرفةٍ ، وأفعلُ التفضيلِ إذا أُضيف إلى معرفةٍ فيه خلافٌ . فقيل : إضافتُه مَحْضَةٌ . وقيل : غيرُ محضة " . قلت : وعلى تقديرِ كونِه نكرةً يَحْسُنُ أيضاً أَنْ يكونَ حالاً ؛ لأنَّ النكرةَ متى أُضيفَتْ ساغ مجيءُ الحالِ منها بلا خلافٍ . والصحيحُ أنَّ إضافةَ أَفْعَلَ محضةٌ . و " مُتَشابِهاً " نعتٌ لـ " كتاب " وهو المُسَوِّغُ لمجيءِ الجامدِ حالاً ، أو لأنَّه في قوةِ مكتوب . وقرأ العامَّةُ " مثانيَ " بفتح الياء صفةً ثانية أو حالاً أخرى أو تمييزاً منقولاً من الفاعلية أي متشابهاً مثانيه وإلى هذا ذهب الزمخشري . وقرأ هشام عن ابن عامر وأبو بِشْرٍ بسكونها ، وفيها وجهان ، أحدُهما : أنه مِنْ تسكِينِ حرفِ العلةِ استثقالاً للحركةِ عليه كقراءة " تُطْعِمُوْن أهاليْكم " . [ وقوله ] : @ 3892 كأنَّ أَيْدِيْهِنَّ … … @@ ونحوِهما . والثاني : أنه خبرُ مبتدأ محذوفٍ أي : هو مثاني ، كذا ذكره الشيخ . وفيه نظرٌ مِنْ حيث إنه كان ينبغي أَنْ يُنَوَّنَ وتُحْذَفَ ياؤُه لالتقاءِ الساكنين فيقال : مثانٍ ، كما تقول : هؤلاء جوارٍ . وقد يُقال : إنه وُقِفَ عليه . ثم أُجْرِيَ الوصلُ مُجْرى / الوقفِ لكنْ يُعْتَرَضُ عليه : بأنَّ الوَقْفَ على المنقوصِ المنونِ بحَذْفِ الياءِ نحو : هذا قاضٍ ، وإثباتُها لغةٌ قليلةٌ . ويمكن الجوابُ عنه : بأنَّه قد قُرِئ بذلك في المتواترِ نحو : { مِنْ والي } و { باقي } و { هادي } في قراءة ابن كثير . قوله : " تَقْشَعِرُّ " هذه الجملةُ يجوزُ أَنْ تكونَ صفةً لـ " كتاب " ، وأَنْ تكونَ حالاً منه لاختصاصِه بالصفةِ ، وأَنْ تكونَ مستأنفةً . واقشعرَّ جِلْدُه إذا تقبَّضَ وتَجَمَّعَ من الخوف ، وقَفَّ شعرُه . والمصدرُ الاقشعرارُ والقُشَعْرِيرة أيضاً . ووزن اقْشَعَرَّ افْعَلَلَّ . ووزنُ القُشَعْرِيرة : فَعَلِّيْلَة . و " مَثاني " جمعُ مَثْنى ؛ لأنَّ فيه تثنيةَ القصصِ والمواعظِ ، أو جمعُ مَثْنى مَفْعَل مِنْ التثنية بمعنى التكرير . وإنما وُصِفَ " كتاب " وهو مفردٌ بمثاني ، وهو جمعٌ ؛ لأنَّ الكتابَ مشتملٌ على سورٍ وآياتٍ ، أو هو من باب : بُرْمَةٌ أعشارٌ وثَوْبٌ أخلاقٌ . كذا قال الزمخشري : وقيل : ثَمَّ موصوفٌ محذوفٌ أي : فصولاً مثانيَ حُذِفَ للدلالةِ عليه .