Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 3-3)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ } : يجوز فيه أوجهٌ ، أحدها : أن يكونَ " الدينُ " مبتدأً ، وخبرُه قولٌ مضمرٌ حُذِف وبقي معمولُه وهو قولُه " ما نَعْبُدهم " . والتقديرُ : يقولون ما نعبدهم . الثاني : أن يكونَ الخبرُ قولَه : { إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ } / ويكونُ ذلك القولُ المضمرُ في محلِّ نصبٍ على الحال أي : والذين اتَّخذوا قائلين كذا ، إنَّ اللَّهَ يحكمُ بينهم . الثالث : أَنْ يكونَ القولُ المضمرُ بدلاً من الصلةِ التي هي " اتَّخذوا " . والتقديرُ : والذين اتخذوا قالوا ما نعبدُهم ، والخبرُ أيضاً : { إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ } و " الذين " في هذه الأقوالِ عبارةٌ عن المشركين المتَّخِذين غيرَهم أولياءَ . الرابع : أن يكونَ " الذين " عبارةً عن الملائكةِ وما عُبِد من دونِ اللَّهِ كعُزَيْرٍ واللاتِ والعُزَّى ، ويكونُ فاعلُ " اتَّخَذَ " عائداً على المشركين . ومفعولُ الاتخاذِ الأولُ محذوفٌ ، وهو عائدُ الموصولِ ، والمفعولُ الثاني هو " أولياءَ " . والتقديرُ : والذين اتَّخذهم المشركون أولياءَ . ثم لك في خبرِ هذا المبتدأ وجهان ، أحدهما : القولُ المضمرُ ، التقدير : والذين اتَّخذهم المشركون أَوْلِياءَ يقول فيهم المشركون : ما نعبدهم إلاَّ . والثاني : أنَّ الخبرَ هي الجملةُ مِنْ قولِه : { إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ } . وقُرِئ " ما نُعْبُدُهم " بضمِّ النونِ إتباعاً للباءِ ، ولا يُعْتَدُّ بالساكن . قوله : " زُلْفَى " مصدرٌ مؤكِّدٌ على غيرِ الصدرِ ، ولكنه مُلاقٍ لعاملِه في المعنى ، والتقدير : لَيُزْلِفُونا زُلْفى ، أو لِيُقَرِّبونا قُربى . وجَوَّز أبو البقاء أَنْ تكونَ حالاً مؤكدة . قوله : " كاذِبٌ كفَّارٌ " قرأ الحسنُ والأعرجُ - ويُرْوى عن أنسٍ - " كذَّابٌ كَفَّارٌ " ، وزيد بن علي " كَذُوبٌ كفورٌ " .