Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 8-8)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مُنِيباً } : حالٌ مِن فاعل " دَعَا " و " إليه " متعلق بـ " مُنيباً " أي راجِعاً إليه . قوله : " خَوَّله " يُقال : خَوَّلَه نِعْمَةً أي : أعطاها إياه ابتداءً مِنْ غيرِ مُقْتَضٍ . ولا يُسْتَعْمَلُ في الجزاءِ بل في ابتداءِ العَطِيَّةِ . قال زهير : @ 3888 هنالِك إنْ يُسْتَخْوَلُوا المالُ يُخْوِلُوْا … @@ ويُرْوَى " يُسْتَخْبَلُوا المالَ يُخْبِلوا " . وقال أبو النجم : @ 3889 أَعْطَى فلم يُبْخَلْ ولم يُبَخَّلِ كُوْمُ الذُّرَى مِنْ خَوَلِ المُخَوَّلِ @@ وحقيقةُ " خَوَّل " مِنْ أحدِ معنيين : إمَّا مِنْ قولِهم : " هو خائلُ مالٍ " إذا كان متعهِّداً له حَسَنَ القيام عليه ، وإمَّا مِنْ خال يَخُول إذا اختال وافتخر ، ومنه قولُه : " إنَّ الغنيَّ طويلُ الذيلِ مَيَّاسُ " ، وقد تقدَّم اشتقاقُ هذه المادةِ مُسْتوفىً في الأنعام . قوله : " منه " يجوز أَنْ يكونَ متعلقاً بـ " خَوَّل " ، وأنْ يكونَ متعلقاً بمحذوفٍ على أنه صفةٌ لـ " نِعْمة " . قوله : { مَا كَانَ يَدْعُوۤ } يجوزُ في " ما " هذه أربعةُ أوجهٍ ، أحدُها : أَنْ تكونَ موصولةً بمعنى الذي ، مُراداً بها الضُّرُّ أي : نسي الضرَّ الذي يَدْعو إلى كَشْفِه . الثاني : أنها بمعنى الذي / مُراداً بها الباري تعالى أي : نَسِي اللَّهَ الذي كان يَتَضرَّعُ إليه . وهذا عند مَنْ يُجيزُ " ما " على أُوْلي العلمِ . الثالث : أَنْ تكونَ " ما " مصدريةً أي : نَسِي كونَه داعياً . الرابع : أن تكونَ " ما " نافيةً ، وعلى هذا فالكلامُ تامٌّ على قولِه : " نَسِيَ " ثم استأنَفَ إخباراً بجملةٍ منفيةٍ ، والتقدير : نَسِيَ ما كان فيه . لم يكنْ دعاءُ هذا الكافرِ خالصاً لله تعالى . و " من قبلُ " أي : من قبلِ الضررِ ، على القول الأخير ، وأمَّا على الأقوالِ قبلَه فالتقديرُ : مِنْ قبل تخويلِ النِّعمة . قوله : " لِيُضِلَّ " قرأ ابنُ كثيرٍ وأبو عمروٍ " لِيَضِلَّ " بفتح الياء أي : ليفعلَ الضلالَ بنفسه . والباقون بضمِّها أي : لم يقنع بضلالِه في نفسِه حتى يَحْمِلَ غيرَه عليه ، فمفعولُه محذوفٌ وله نظائرُ تقدَّمَتْ . واللامُ يجوزُ أن تكونَ للعلةِ ، وأن تكونَ للعاقبة .