Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 112-113)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ثُمَّ يَرْمِ بِهِ } : في هذه الهاءِ أقوالٌ ، أحدها : أنها تعود على " إثماً " ، والمتعاطفان بـ " أو " : يجوز أن يعودَ الضمير على المعطوف كهذه الآية ، وعلى المعطوف عليه كقوله { وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَارَةً أَوْ لَهْواً ٱنفَضُّوۤاْ إِلَيْهَا } [ الجمعة : 11 ] . والثاني : أنها تعودُ على الكَسْب المدلول عليه بالفعلِ نحو : { ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ } [ المائدة : 8 ] . الثالث : أنها تعود على أحد المذكورين الدالِّ عليه العطفُ بـ " أو " فإنه في قوة " ثم يَرْمِ بأحد المذكورين " . الرابع : أنَّ في الكلام حذفاً ، والأصل : " ومَنْ يكسِبْ خطيئة ثم يرم بها ، وهذا كما قيل في قوله : { وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا } [ التوبة : 34 ] أي : يكنزون الذَهب ولا ينفقونه . و " أو " هنا لتفصيلِ المُبْهَمِ ، وتقدَّم له نظائرُ . وقرأ معاذ بن جبل : " يَكِسِّبْ " بكسر الكاف وتشديد السين ، وأصلها : يَكْتَسِبْ فأدغمت تاءُ الافتعال في السينِ وكُسِرت الكافُ إتباعاً ، وهذا شبيه بـ { يَخْطَفُ } [ البقرة : 20 ] ، وقد تقدَّم توجيهُه في البقرةِ . والزهري : " خَطِيَّة " بالتشديد وهو قياسُ تخفيفِها . قوله : { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ } في جواب " لولا " وجهان ، أظهرهما : أنه مذكورٌ وهو قولُه : " لَهَمَّتْ " والثاني : أنه محذوفٌ أي : لأضلُّوك ، ثم استأنف جملةً فقال : " لَهَمَّتْ " أي : لقد هَمَّتْ . قال أبو البقاء في هذا الوجه : " ومثلُ حذفِ الجوابِ هنا حَذْفُه في قوله : { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ } [ النور : 10 ] وكأنَّ الذي قَدَّر الجوابَ محذوفاً استشكل كونَ قولِه " لهمَّتْ جواباً لأنَّ اللفظَ يقتضي انتفاءَ هَمِّهم بذلك ، والغرضُ أنَّ الواقع كونُهم هَمُّوا على ما يُروى في القصة فلذك قَدَّره محذوفاً ، والذي جعله مثبتاً أجابَ عن ذلك بأحدِ وجهين : إمَّا بتخصيص الهَمِّ أي : لَهَمَّتْ هَمَّاً يؤثِّر عندك ، وإمَّا بتخصيص الإِضلال أي : يضلونك عن دينِك وشريعتِك ، وكلا هذهين الهمَّيْنِ لم يقع . و " اَنْ يُضِلُّونك " على حذف الباء أي : بأن يُضِلُّوك ، ففي محلِّها الخلافُ المشهور ، و " مِنْ " في " من شيء " زائدةٌ ، و " شيء " يراد به المصدرُ أي : وما يَضُرُّونك ضرراً قليلاً ولا كثيراً .