Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 51-51)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يُؤْمِنُونَ } : فيه وجهان ، أحدُهما : انه حالٌ : إمَّا من " الذين " ، وإمَّا من واو " أُوتوا " . و " بالجِبْتِ " متعلق به ، " ويقولون " عطفٌ عليه ، و " للذين " متعلِّقٌ بـ " يقولون " واللام : إمَّا للتبليغ وإمَّا للعلِة كنظائرِها . " وهؤلاء أَهْدَى " مبتدأٌ وخبرٌ في محلِّ نصبٍ بالقول . و " سبيلاً " تمييزٌ . والثاني : أنَّ " يؤمنون " مستأنف ، وكأنه تعجَّبَ مِنْ حالِهم ، إذ كان ينبغي لِمَنْ أُوتي نصيباً من الكتاب ألاَّ يفعلَ شيئاً مِمَّا ذُكِر فيكونُ جواباً لسؤالٍ مقدر ، كأنه قيل : ألا تعجَبُ من حالِ الذين أوتوا نصيباً من الكتاب ؟ فقيل : وما حالُهم ؟ فقال : يؤمنون ويقولون ، وهذان منافيان لحالِهم . والجِبْتُ : هو الجِبْسُ بالسينِ المهملةِ ، أُبْدِلَتْ تاءً ، كالنات والأكيات وست في : الناس والأكياس وسِدْس ، قال : @ 1594ـ … شرارُ الناتِ ليسوا بأجوادٍ ولا أَكْياتِ @@ والجِبْس : هو الذي لاخيرَ عنده ، يُقال : رجلٌ جِبْسٌ وجِبْتٌ أي : رَذْل ، قيل : وإنَّما ادَّعَى قلبَ السينِ تاءً لأنَّ مادة جَ بَ تَ مهملةٌ ، وهذا قولُ قطرب ، وغيره يجعلُها مادةً مستقلة ، وقيل : الجِبْت : الساحر بلغةِ الحبشة ، ويُطلق الجبتُ على كل ما عُبِد مِنْ دونِ الله ، ولدلك سَمَّوا به صنماً بعينِه . والطاغوتُ تقدَّم تفسيرُه وتصريفُه .